أن المتابع الحصيف، والملاحظ الدقيق، والذي يملك رؤية تحليلية للحدث الأخير المتمثل بعملية طوفان الأقصى والتي نفذت في تاريخ 07/10/2023م يدرك وبما لا يدع مجالا للشك بأن هناك مساعي من أطراف مختلفة منها الطرف الصهيوني والإعلام الغربي وحتى التيار الليبرالي المبشر بالصهيونية والدين الإبراهيمي (محددات دعوات السلام المزعوم) لحرف بوصلة الصراع الإسلامي وطرفه ممثلا بفلسطين كرأس حربة وخلفها العالم الإسلامي والطرف الثاني الصهيونية ومن خلفها العالم الغربي كقاعدة استعمارية متقدمة للغرب.
محاولات حثيثة للتلاعب بأطراف الصراع وبالذات تحديد دعاه وحاملين وهميين غير فعليين للقضية الفلسطينية لإفراغ الصراع من عنوانه الحقيقي وعزل القضية عن محيطها العربي والإسلامي وتصوير المقاومة الفلسطينية وكأنها ورقة في دفتر أجندات اللاعب الإيراني ولإفساد انتصار المقاومة الذي بدا فلسطينيا خالصا ومن خلفه أمة المليار مسلم .
لذا يستميت الإعلام الصهيوني بوصم الفعل الفلسطيني المقاوم وحشره ضمن الأجندة الإيرانية حتى قصف جنوب لبنان لاستدعاء حزب الله وقصف مطار دمشق الواقع فعليا تحت النفوذ الإيراني لتوظيف الورقة الإيرانية وتأطيرها كعدو مفترض بديلا عن الحامل الفلسطيني الإسلامي للقضية الفلسطينية.
حتى مسميات فيلق بدر وجيش القدس الإيراني أنما هي مسميات تمت طباختها في مكاتب مخابرات الحركة الصهيونية وصناع القرار الغربي لسحب تمثيل القضية من أصحابها الحقيقيين وهم الذين يشعلون جذوة المقاومة ويسعرونها بدمائهم وبطولاتهم.
لم يكتفِ الغرب بالعبث بالصورة الأخلاقية للمقاومة الفلسطينية ومحاولة تشويهها باستخدام العنف ضد الأطفال والنساء وإنما ذهب لتزييف الواقع بفرض عدو افتراضي يتم نسجه كعدو ليصل لنتيجة أن تعزل القضية عن محيطها القومي العربي والإسلامي .