;
عبدالفتاح الحكيمي
عبدالفتاح الحكيمي

نار تحت الرماد.. مصير حكم الحوثي وذريعة المؤتمر 524

2023-09-09 03:13:38

 المطالبة بصرف الراتب مؤامرة أمريكية صهيونية وخيانة وطنية عظمى، ومن العيب المطالبة بالراتب وتفكير الناس بالأكل والشرب أكثر من التفكير بالذهاب إلى جبهات القتال. كل ذلك يعني بمنطق الكهنوت الحوثي إما أن يموت الشخص جوعا أو صريعا.

أما أن المطالبين بالرواتب مجانين وحمقى فهذه صدق فيها محمد علي الحوثي عضو مجلس سياسي الانقلابيين، لإن من لا يزالون يراهنون في استرداد حقوقهم على طغاة ولصوص أمثال هؤلاء، أو صدقوا أن معركة الحوثي هي صرف رواتب الموظفين، هؤلاء أكثر من أغبياء ومخبولين. ولإن المطالبة بصرف المرتبات هي شفرة خاصة بالخطة(ب) من الانقلاب الثاني التي أعدتها السفارة الأمريكية بحسب رواية مهدي المشاط في تحرشاته بصادق أمين أبوراس فإنه حانت ساعة الصفر الحوثية لاستكمال ملف التصفيات والوجبات الدموية (المرحلة الثانية) الخاصة بقيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام مع ضرورة توفير أكبر عدد ممكن من البطانيات الحمراء (ماركة ٤ ديسمبر ٢٠١٧م).

 انتقامات داخلية

فكلما تصدعت جبهة وتحالفات عبدالملك الحوثي الداخلية ابتداء من صعدة إلى صنعاء تظهر حاجة الجماعة إلى عدو مشترك يؤخر مصيرها الحتمي وسقوطها الوشيك، خصوصا بعد توسع أزمة الثقة الأمنية وحالات توجس القيادات من بعضها بعد الكمين المسلح القاتل منتصف يوليو الماضي الذي قتلت فيه زوجة علي حسين بدر الدين الحوثي منتحل منصب قائد قوات

النجدة في طريق عمران- صنعاء، وهو نجل شقيق عبدالملك الصريع حسين الحوثي، الذي لا يعرف مصيره بعد إصابته القاتلة في الكمين، مع اتهامات مباشرة لدوائر القرابات العائلية المندمجة بزعيم الجماعة نفسه، خصوصا الأصهار والأعمام حيث يعجز عبدالملك عن موقف صارم يعرض أمنه الشخصي للخطر من أقرب المقربين.

تزامن ذلك مع عملية متناغمة وبطريقة مشابهة أودت بقائد عمليات منطقة الجوف ومرافقيه في اليوم نفسه. وتوسعت الانتقامات والتصفيات خارج النسق القيادي العائلي لتشمل ثأرات قيادات المناطق في إب وعمران وما حدث في البيضاء مؤخراً من تصفية القيادي عبدالسلام جحلان وإصابة مرافقيه الذي عينته المليشيات بدلا عن أخيه الذي نفذ العملية ضده.

لم تحدث أزمة ثقة أمنية عميقة مشابهة بين قيادات الجماعة وبين عبدالملك الحوثي ورجاله إلا بمصرع خبير الصواريخ الإيراني السفير حسن إيرلو الذي أدار معارك إسقاط مأرب الفاشلة، ثم قضي عليه بضربة طائرة أمريكية بصنعاء، وأصيب عبدالملك الحوثي في الواقعة نفسها إصابة بليغة أقعدته واختفى لأشهر، ظهر بعدها منهك القوى وفاقد الثقة أكثر بكل من حوله خصوصا قيادات الأمن والاستخبارات والجهاز الخاص، وأسئلة كبيرة مرعبة في ذهنه وكيف تحدد مكانه مع إيرلو، ومن هم العملاء؟.

والأسوأ من ما حدث عندما تتفكك وتنهار الثقة بالحلقة الأقرب من غرفة النوم. ولإن حجم الثأرات البينية يرقى إلى كم التصفيات الدموية الرهيبة التي مارسها الحوثي ضد قيادات الجماعة العسكرية والأمنية والمدنية الكبيرة من خارج العائلة نفسها الرافضة للوصاية والعبث الإيراني فلعل تصدع الحلف العائلي بين عبدالملك وإخوته وأعمامه وأصهاره الآن يغري قيادات أخرى داخلها وخارجها للتطلعات والطموحات أو الانتقام الثأري للمغدور بهم، وكمون رغبة دفينة من بين أقطاب العائلة في الانتقام.. والسبب الرئيسي هو التمييز العنصري والانحياز الذي يمارسه زعيم الجماعة نفسه بين أبناء أخيه حسين وغيرهم وأعمامه وأصهاره.

مؤامرة حقيقية

المؤامرة على جماعة الحوثي حقيقية هذه المرة ومن داخلها لا من خارجها، لكن لا توجد ذريعة أفضل من المؤتمر الشعبي العام وقياداته لتصدير الأزمة الداخلية العميقة لتصعيد الإجراءات الأمنية القمعية التي يستهدفون بها أصحابهم قبل غيرهم وليس المؤتمريين بالضرورة الذين سهل عليهم الإجهاز على زعيمهم في السابق وتصفية بقايا قواته وتهميش وجودهم الحزبي ومشاركة بعض رموزه الصورية في سلطة الانقلاب وتدجين معظمهم في حكومة الأنقاض التي بلا شغل ولا مشغلة.

ولم يتذكروا الشراكة الحكومية الوهمية والمنسية مع المؤتمريين المغلوبين على أمرهم إلا عندما أرادوا الهروب المخزي من مسؤوليتهم المباشرة إزاء المجاعة المخيفة التي تسبب بها نهب قياداتهم لمرتبات موظفي الحكومة والإيرادات العامة للدولة.

وعلى المؤتمريين الكف عن الشكوى لما حل بهم أو التضامن مع الغير. وليس من حل أفضل لمرتبات العاملين الآن سوى الاستيلاء على ممتلكاتهم الشخصية وأموال التنظيم لسداد المرتبات، وإذا تطلب الأمر فالبطانيات الحمراء والغبراء جاهزة أيضا، فالحوثة يعرفون شغلاتهم بدقة، وليس من شرعة دولتهم وسلطتهم منح حقوق الناس بل منعها ونهبها.

تجاهل الأستاذ صادق أمين أبوراس حجم المؤامرة الأمريكية -صهيونية على المسيرة القرآنية والبوارج والسفن الحربية وحشود المارينز العسكرية الضخمة في مياه اليمن الإقليمية التي طالما انتظرها رجال الرجال أنصار الله، وربما تسببت مطالبته الملحة بالمرتبات بتسديد ضربة استباقية للإعلامي مجلي الصمدي بدلا من ضرب القوات الأمريكية بحسب تعليق أحد المتفاعلين مع المهزلة.

كان على المؤتمريين تقدير الموقف الوطني ووضع الجبهة الداخلية للحوثيين خصوصا مع انشغالات كبار قياداتهم المباركة في الوقت الراهن بأكثر من معركة وغزوة استراتيجية داخلية مصيرية لا تختلف عن مواجهة وملاقاة العدوان الأمريكي الغاشم، أبرزها موقعة أبي علي الحاكم الملحمية الراهنة في ضحيان صعدة للاستيلاء على أراضي وممتلكات أبناء القبائل الذين تداعوا ضد الانقلابيين، أو غزوة يحي عبدالله الرزامي المشابهة بمناسبة المولد النبوي الشريف للسطو على مزارع الرمان في صعدة نفسها، ربما لبيعها وتخصيص ثمنها لرواتب الموظفين!

وقد تغطي غنائم أراضي صعدة مع عائدات بيع مساكن المؤتمريين ومقرات وممتلكات الحزب المرتبات السابقة واللاحقة. لا ندري كيف يستطيع الحوثيون هذه المرة وضعنا في حالة خطر وطني وكوني وداهم للتعاطف معهم، وما يبرر ويقود إلى طوارئ يبدأون معها بتمثيلية عدوان داخلي افتراضي يقومون بنهبه وتشليح ممتلكاته قبل الانقضاض عليه وتصفيته.

لن يبقوا لأنفسهم في معركة السلب والنهب الداخلية التي بدأت مع قبائل صعدة ثم المؤتمر الشعبي العام وقياداته وقواعده ما يعين على منازلة الأساطيل الأمريكية والغربية.

shape3

وهل يستطيع عبدالملك الحوثي وعائلته وأصهارهم وأقاربهم اليوم بالتهديد والوعيد والإرهاب المعنوي والمادي وتعزيزات الطوارئ الأمنية المكثفة حشد أنصارهم المتململين والمفككين والمترقبين نهاية الصراع العائلي وصرفهم إلى خصوم وأعداء خارج بيت الجماعة العائلية نفسها. المسافات لم تعد كبيرة بين أن يقضوا على أنفسهم من الداخل أو أن عوامل خارجية متناغمة أوشكت على الإطباق عليهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد