للأسف الشديد هناك أصوات تتعامل مع مأرب والمعركة الوطنية كإقطاعية خاصة لفئة من الناس. هل يرفضون موجهات الخطاب الوطني الصادر من قيادة الجيش والمقاومة ومكاتب الأوقاف والإرشاد؟
هل أحزنهم رجوع اللواء سلطان العرادة وزيارة عشرات من المكونات الوطنية لمأرب؟ هل يزعجهم المكانة التي تتبوأها مأرب في المشروع الوطني والحضور الجمهوري المؤثر والفاعل؟.
بغض النظر عن منشور الأستاذ سيف الحاضري فهو عندي أصدق من تلك الأصوات التي تذكي العداوات وما فتئت تذكر بيوم بعاث في كل لحظات وفاق أو تقارب لكن في الخفاء أو عبر أذرع إعلامية مدفوعة الأجر في الداخل والخارج.
إن التقارب الوطني ليس معناه إعطاء صكوك غفران لأحد كما أنه ليس انتقائيا وإصدار أحكام وفق منظور أحادي أو فئوي ضيق من هنا أو هناك فملابسات التعامل مع الخطر الحوثي منذ جولات حرب صعدة الست حتى اليوم يحتاج قراءة منهجية ليس بتبادل وإلقاء اللوم كلا على الآخر أو لتبرير قيادة كل كيان أمام أتباعهم وأنصارهم وأمام المجتمع حتى بعد سنوات من الضياع والتيه كي لا يشعروا بتأنيب الضمير والبقاء في مربع الأنانية وتكرار الخذلان للشعب اليمني في مواجهة خطر يهدد حاضره ومستقبله.
التقارب الوطني هو واجب المرحلة ومسؤولية وطنية مقدسة لمواجهة خطر وجودي على قاعدة ثلاثية "الهوية والقومية اليمنية- الدولة ضرورة وجود- النظام الجمهوري كصيغة حكم" وما معنى الإصرار على التقسيم لجغرافيا الوطن كمناطق محررة وإطلاق أنتم...
وأحنا ،، وهل يحق لقائد برتبة عميد ركن وعضو اللجنة العسكرية الأمنية العليا، أن يتواجد ويقوم بواجبه وفق مقتضيات عمله في أي مكان من جغرافيا اليمن.
الموضوع ليس استهدافا شخصيا لهذا القائد أو ذاك في مأرب أو في الساحل أو في تعز أو شبوة أو حضرموت، بل سلوك ممنهج ضد مشروع الوفاق الوطني واستهداف للكفاءات الوطنية في كل المكونات لصالح الفراغ الذي يملأه النكرات، وهناك مئات من هذه العاهات في السلك الدبلوماسي والإداري والإعلامي وحتى العسكري والأمني وإحلالهم بعد تصاعد ظاهرة الإزاحة في كل المناطق المحررة وكل المؤسسات.
إن لحن القول في الخطاب المستهدف بلؤم حد قول الأستاذ ياسين سعيد نعمان تجاه أداء المجلس الرئاسي الذي لا يخفى على الجميع ضعفه وتخييبه للآمال التي عقدت عليه في أمور كثيرة نتيجة للتراكمات ولطبيعة الخذلان من قبل كل المكونات التي تشكل منها، هذا الخطاب يتجاوز النقد والتقييم والإسناد إلى التدمير والاستهداف الموصل للانهيار التام لمشروع الدولة الوطنية لصالح المشروع الحوثي الإيراني طبعا.
وهنا يتعين على الجميع أن يضعوا حدا لهذا الخطاب بشقيه السلالي/ النفعي الذي يمثل جوهر المشكلة في إعاقة جهود استعادة الدولة، وأن تواجه أجندات وتوجهات هذا الخطاب الفئوي الأناني النزق بقوى ضغط سياسية واجتماعية وثقافية وعسكرية وأمنية تبتعد عن الضجيج وتحفظ الوضع.
من الانهيار وتسند كل ما هو وطني وإيجابي من الأشخاص والمواقف في كل المؤسسات والهيئات والإدارات وتمارس الإزاحة لكل فئوي وأناني ينخر في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة بما فيها العسكرية والأمنية.
وللتنويه فهذه الأصوات موجودة بكل المكونات فهي في الساحل وتعز كما هي في مأرب وشبوة، داخل اليمن وخارجه.
ولن تضيق اليمن برجالها وأبنائها أبدا، بل يكمن الضيق في عقولنا ونفوسنا التي لم تعي طبيعة المعركة واستحقاق النصر والحسم فيها.