ربما كانت الآمال كبيرة لدى سكان عدن بل وعامة مواطني الجمهورية اليمنية في أن تكون المدينة منطلقا لهزيمة الانقلاب، ولأن تنال نصيباً وافراً من التنمية أو على الأقل إعادة ما دمرته الحرب والحفاظ على المستوى الخدمي بالحد السابق للحرب، ولكن كل ذلك اصطدم بفشل ذريع لسنا بصدد البحث في أسبابه وإن كان أهمها عجز وفشل حكومة الرئيس هادي في واجبها وقتها.
اليوم وفي قعر الفشل والعجز نجد تقاذف المسؤولية بين الأطراف المتشاركة والمتشاكسة في إدارة الحكومة، ولأول مرة نرى تراشق بين محافظ المدينة ورئيس الحكومة وكلٌ يسعى للتبرير الإعلامي أمام الشعب!
هناك أيضاً من يسيس المشكلة فبعد أن كان يطغى بُعيد الحرب تحميل كل المشاكل لشماعة الإخوان أو الأحمريين أو القوى الشمالية، ها هو صوت آخر اليوم يحمل سلطة الأمر الواقع المسؤولية والمقصود بها طبعا المجلس الانتقالي الجنوبي، وهناك أصوات تتحدث عن التحالف وسعي أطراف فيه لعرقلة عمل الحكومة أو الإضرار بمدينة عدن.
حتى لا يتوه الشعب في معرفة من المسئول ويبقى مشتت الذهن بين الحملات الإعلامية والمكايدات السياسية عليه أن يتعامل مع أزمة الخدمات وفق المسئولية المباشرة لموظفي الدولة وليس وفق التوجه السياسي.
هناك حكومة قبلت بالقدوم لعدن وشرعنت الأمور فيها وقبلت بحماية تلك القوات لها والتقت بقادتها وصرفت مرتبات لها مراراً، فعن أي سلطة أمر واقع تتحدث هذه الحكومة أو إعلاميوها الذين تدفع لهم الأموال من قوت الشعب؟
لنختلف سياسياً لكن لا مسئولية لأحد عن الخدمات، عن السيادة، عن الفساد سوى من قبل بالمسؤولية وأدى اليمين على أن يكون أميناً في عمله وألا يخون بلده ويخون أهله، سواء كان رئيس حكومة أو وزيراً فيها أو محافظاً تحت سلطتها.