الأولى: تهافت المسؤولين للاستثمار الداخلي والخارجي ولو على حساب دماء الشهداء وأنين الجرحى والأسرى والمعتقلين وأوجاع الثكالى واليتامى والأرامل، والتسلق للرتب والمناصب العليا والتفاخر في بناء الفلل وشراء السيارات الفارهة، والاستعراض بحفلات الزواج الباذخة.
في حين تجد المقاتل الذي وهب نفسه لله لا يملك قوت يومه، ولا حتى أجرة الباص لدى عودته لذويه، الذين يقطنون الخيام المهترئة.
ويتم صرف السيارات للضباط والقيادات كتكريم لفسادهم ونهبهم، وهؤلاء الضباط هم أصحاب انتماءات خاصة أهلتهم لذلك، وبعضهم لم يشارك في أي معركة ولم يطلق حتى رصاصه ناحية العدو.
ولكنه حصل على السيارة وبنى بيتاً بتكلفة مهولة.
لا ندري من أين حصل على المال الذي لديه..!
والرتبة العليا التي لا يستحي أن يتباهى بها، في حين أن هناك مقاتلين شباب منذ بداية الحرب لم يحصدوا سوى الجراح والإعاقات ولم تغادر رتبهم الجندية..!
المشكلة الثانية: تدني مستوى الوعي الجندي بحقيقة القيادة التي تديره بعقلية الشطرنج، وكأنه بيدق للموت، وتأثره بالخطابات الرنانة، المزيفة، التي تستغل عفويته لوضع خطوط حمراء أمامه يجب عليه عدم اجتيازها، فهي تشق الصف، وهذا المصطلح يستخدمه المفسدون ضد كل من يحاول توعية الناس، هي تهمة مسبقة لمن يقرأ الحقائق ويحاول كشفها، وبها يعاقب الفاسدون الشرفاء.
وهنا تنتهي قصة الوطن بجرحٍ غائر على جسد شاب أو إعاقة أبديه غفلت عنها الدولة وتخلت عنه.
وعمارة شاهقة، وسيارة فارهة، وبيت ضخم ورتبة عسكرية عليا لم يأخذها سوى من التزكيات.