;
د.محمد مفتاح
د.محمد مفتاح

"رحيل أخي أحمد: بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الوطنية والإنسانية" 1396

2023-06-17 22:25:53

لقد فقدنا اليوم شخصا عزيزا جدا على قلوبنا، أخي أحمد. الذي يعتبر رحيله فاجعة كبيرة لنا ولأسرته، ولكل المجتمع فقد كان أخي أحمد إنسانا رائعا، كان ينبض بالأخلاق العالية والرحمة وكان لديه قلب كبير يضم الجميع بدفء ومحبة. كثيرا ما رأيناه يعمل دون كلل من أجل تحسين المجتمع ومساعدة الآخرين...

في هذا المقال، سنتذكر وسنتألم على رحيل أخي أحمد، الذي كان يتميز بما يفوق الوصف من الصفات الحسنة والمآثر النبيلة التي كان يقدمها طوال حياته.

shape3

كان أخي أحمد -رحمه الله- شخصية قوية ورجل عظيم من خلال عطائه ومساهماته الكثيرة في مجتمعه ووطنه كان دائما متفانيا في خدمة الآخرين، كان يسعى جاهدا لتنفيذ مشاريع إنسانية وخيرية، وكان يقدم يده للمحتاجين دون تردد أو تأخير وكان يعمل بلا كلل ولا ملل في جميع المجالات، حيث كان يفضل العمل الجماعي والتنسيق مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية من أجل تحقيق الفائدة العامة وتطوير المجتمع فكان -رحمه الله- يتمتع بشخصية قوية وفكر متحضر، حيث كان يحرص على تطوير ذاته من خلال القراءة والاطلاع على جديد المعرفة والتقنية، كما كان يشجع الآخرون على الاستثمار في ذواتهم وتنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية.

كان أخي أحمد مثالا للصدق والشفافية والنزاهة وكان يتمتع بسمعة طيبة وكان يمتلك مبادئ قوية وقيما أخلاقية عالية، مما جعله محل ثقة كبيرة من قبل الجميع وكانت مآثره الحسنة كثيرة، فقد كان دائما مستعدا لتقديم المساعدة للآخرين، وكان يعمل بلا كلل ولا ملل في سبيل رفاهية المجتمع وتحسين أوضاع الناس وكان دائما يبذل قصارى جهده في إحداث التغيير الإيجابي، سواء كان في عمله، أو في مبادراته الإنسانية، أو في حرصه على توفير الظروف المناسبة لحياة بشرية كريمة.

ومن خلال هذا المقال دعونا أن نتذكر ونعيد إلى الذاكرة المآثر الحسنة التي تحلى بها أخي أحمد -رحمه الله- ونتوجه بالتحية الخالصة إلى كل شخص يعمل بجد وإخلاص من أجل تحقيق الخير والنهضة في مجتمعنا.

كان أخي أحمد -رحمه الله- يشعر بشغف كبير تجاه محافظته مأرب، وكان يسعى جاهدا لحماية سكانها ومصالحهم.

ولذلك، عندما بدأ التمرد الحوثي وأعلن انقلابه على الشرعية الدستورية صوب الحوثي قواته نحو محافظة مأرب للسيطرة عليها، فكان أخي من أوائل الذين هبوا للدفاع عنها بكل شجاعة وإقدام فكان يعمل جاهدا مع الأفراد والمجموعات الأخرى لحماية مأرب خوفا من سقوطها في قبضة المتمردين الحوثيين.

كان أخي أحمد -رحمه الله- يستخدم جميع الموارد الممكنة لتوفير الدعم والمساعدة للمقاتلين الذين يحاربون من أجل الدفاع عن المحافظة فكان من أول المشاركين في جميع الأنشطة التي تهدف إلى مساندة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة المتمردين الحوثيين وكان يحرص على التنسيق مع القادة العسكريين والأطراف المهتمة لمتابعة الوضع وتوفير الدعم اللازم لتحقيق النصر.

لقد تمكن أخي -رحمه الله- من بناء صلات متينة مع الشيوخ والزعماء القبليين في مأرب، وكان يتحلى بالتفاني والجدية في التعامل معهم.

إننا نكرم ونحتفي بمثل هذه الشخصيات الوطنية التي تتميز بالشجاعة والإخلاص والولاء لأرضها وشعبها. وكان أخي -رحمه الله- من الأبطال الذين سيكتب التاريخ عنهم بأحرف من ذهب، حيث إنهم لم يخنعوا لمليشيات الحوثي ولم يستسلموا لمحاولاتها العدوانية للاستيلاء على محافظة مأرب.

إن التضحيات التي قدمها أخي -رحمه الله- ومثله من الأبطال، كانت ذات معنى كبير في صمود المحافظة ومنع اقتحام الميليشيات الحوثية، ولولا تضحياتهم لما استطاعت قوات الجيش والمقاومة الشعبية الصمود والحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة.

إن إصرار وصمود أخي -رحمه الله- ورفاقه المخلصين على الدفاع عن محافظة مأرب ومنع اقتحامها أمر يدعو للإعجاب والتقدير، فقد كان واضحا أنه يؤمن بأهمية حماية المنطقة وحقوق سكانها وكان دائما على استعداد لقيادة الجميع للحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة.

على النحو نفسه، فإن الأوضاع الحالية في اليمن تحتاج إلى هذا النوع من التضحيات والإرادة الحقيقية لحماية الوطن والمواطنين، ونحن بحاجة إلى شخصيات وطنية مثل أخي -رحمه الله- لتحقيق النصر والنجاح في مواجهة التحديات التي تواجهنا.

وعلينا جميعا أن نتقاسم هذه المسؤولية ونعمل بكل قوتنا وجهدنا لحماية بلدنا وشعبها، وعدم الخضوع لأي محاولة للاستيلاء على حريتنا وأمننا.

لقد كان أخي الراحل سياسيا ملهما وذكيا، ولكنه دائما حافظ على أخلاقيات السياسة ولم يستغل ذكاءه في بث النعرات وفرز المناهج بين المجتمع. بل كان يعمل جاهدا على تصفية الخلافات والتوصل إلى حلول عصرية تنصف جميع المتخاصمين وتعزز التعاون والتضامن بين الأطراف المختلفة فلقد كان خطابه معتدلا ومحفزا للتفاهم والاحترام المتبادل، وكان ينبذ بشكل صريح العنصرية والتحيز والتمييز بين الأعراق.

ومن خلال عمل أخي أحمد في المجال السياسي في الدولة كان يسعى دائما لتحقيق مصالح المواطنين وخدمة مصلحة البلاد بشكل عادل ومتوازن، وكان يتحلى بالصبر والحنكة في التعامل مع القضايا الحساسة والمشاكل العالقة.

كان أخي أحمد -رحمه الله- يعشق وطنه ويحب أهله ويعمل بكد لرفعته، فالوطن بالنسبة له مالا يقدر بثمن، وكان يحب مشاركة الجميع أفراحهم وأحزانهم ومحنهم، فهو كان تعبيرا جسيما عن مدى ارتباطه بوطنه ومجتمعه فقد كان يتمتع بوفاء أقربائه ومحبيه، وكان يعلم بأن الأوفياء للناس هم من يفعلون المستحيل من أجل العمل على تحسين حياتهم ومستقبلهم والذين يقفون معهم في جميع الأزمات والمحن التي تواجههم، فكان دائما يبذل جهوده بلا كلل ولا ملل من أجل ضمان راحتهم وخدمتهم.

كان أحمد -رحمه الله- من الذين كانوا يتمتعون بحب وشغف كبير لوطنهم، فهو كان يفخر بأصوله وتاريخ بلاده وكل منجزاتها. وكان دائما يسعى لتحقيق الأهداف التي تعزز مكانة وتقدم بلده فكان يشارك في النشاطات والحملات التطويرية المختلفة في المحافظة وكان يعمل بجد للمساهمة في تطوير وتحسين بلده ومحافظته ولقد شارك في العديد من المشاريع الخيرية، والجمعيات المحلية لمساعدة المجتمع المحلي على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، ولم يكف عن السعي لخدمة المجتمع وجعل وطنه مكانا أكثر جمالا مليئا بالحياة والأمان فقد كان يعتقد أن الحياة في وطنه تمثل المعنى الأعظم، وأن الالتزام الوطني ينبغي أن يمتد إلى كل مناحي الحياة، الأمر الذي جعله يعمل جاهدا في سبيل رفعته وازدهاره.

نعم، كان أخي الراحل يضع دائما المصلحة العامة وخدمة المجتمع في مقدمة أولوياته وكان يعلم وبشدة أن العمل السياسي يجب أن يكون مسؤولية شخصية وكفؤة تهدف إلى خدمة المجتمع والحفاظ على حقوق الناس وكان يؤمن بأن الخلافات القبلية والسياسية يجب أن تحل بالحوار والتفاوض، وأن العنف والتمييز لا يجب أن يكونا أسلوبا في التعامل مع الآخرين. ولذلك، كان يدعم الحوار البناء وتبادل الآراء والأفكار بين أفراد المجتمع والقادة السياسيين لإيجاد حلول منصفة وعادلة لمشاكلهم. كما كان يؤمن بأن التعليم والتثقيف هما السلاحان الأكثر فاعلية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد.

كان أخي -رحمه الله- يملك روح التعاون والمساعدة، وهو ما دفعه ليكون من المبادرين الرائدين في تقديم العون والمساعدة للوافدين الجدد إلى محافظة مأرب فكان يعمل جاهدا لتوفير الخدمات الأساسية والإمكانيات الضرورية، وذلك بغية مساعدتهم على الاندماج في المجتمع الجديد والحصول على الحياة التي يستحقونها. فكان -رحمه الله- يستمع إلى مشاكلهم وصعوباتهم ويعمل على إيجاد الحلول الأمثل لتلبية احتياجاتهم. ولم يقتصر عمله على المساعدة في توفير الخدمات الأساسية فحسب، بل كان يعمل على تحسين الظروف المعيشية وتشجيع الوافد على البحث عن فرص عمل والتفاني في العمل.

كان أخي -رحمه الله- يعمل بجد للمساعدة في تخفيف معاناة النازحين والوافدين من جميع محافظات الجمهورية وكان يشعر بالمسؤولية الكبرى تجاه هذه الفئة من الناس الذين فروا من الحرب والتشريد ومن ظلم مليشيات الحوثي الإرهابية وكان يعلم أن الوفاء للإنسانية هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والتعايش السلمي في العالم، ولذلك كان يبذل كل جهده لخدمة المحتاجين في المجتمع وكان دائما يعتبر هذه المساعدة أحد واجباته الإنسانية والدينية، وكان دائما يقول: "نحن جميعا إخوة في الإسلام وعلى الأرض. ينبغي علينا دعم بعضنا البعض". وهكذا كان يتصرف دوما ويسعى دوما للمساعدة.

في بعض الأحيان، كانت بعض الحالات النازحة أو المشردة تأتي إليه وتشكوا إليه وتطلب المساعدة المباشرة فكان أخي يستقبلهم بشكل دافئ وودي ويقدم لهم كل ما يحتاجونه من مقومات الحياة.

كما أنه كان يعمل على التوعية بأهمية مد يد العون للنازحين والوافدين ودعمهم في هذه المرحلة الصعبة، وكان يشجع الجميع على المساهمة في هذا العمل الإنساني الرائع.

وبالعودة إلى حياته الشخصية، كان أخي الراحل يتمتع بقيم إنسانية عالية، فكان متواضعا وخلوقا ومحترما للجميع، وكان يتفهم معاناة الآخرين ويسعى جاهدا للتخفيف عنهم.

لقد كانت وفاته خسارة فادحة للجميع، ولكنه ترك وراءه إرثا لا ينسى من الخير والعطاء والعمل الخيري.

ومن خلال جهوده الرائعة في هذا المجال، نجح أخي -رحمه الله- في كسب محبة وتقدير الوافدين والمجتمع المحلي بأسره. فقد كان دائما يضحي بوقته وجهده وماله لمساعدة الآخرين، وكان يتحلى بالتفاني والعطاء. وكان يعتبر أن المصلحة العامة واستقرار المحافظة يستوجب تعاون الجميع، بما في ذلك النازحين، ولذلك كان يسعى جاهدا لتوفير كافة المساعدات الممكنة لهم. وكان يتعاون مع الجهات المعنية لتوفير الخدمات الصحية، والتعليمية، والإسكانية، والتشغيلية لهم.

كان أخي -رحمه الله- يتابع عن كثب احتياجات الوافدين ويعمل على تلبيتها بأفضل الطرق. واعتبر دائما أن توفير الخدمات اللازمة للوافدين هو مسؤوليته كمواطن مسؤول وأنها تشكل جزءا من مسؤوليته في دعم استقرار المحافظة.

وكان يدرك تماما أن حسن الاستقبال والتعامل مع النازحين يمثل إشارة مهمة عن الروح الحضارية والإنسانية لأبناء المحافظة. وكان دائما يعمل بجد واجتهاد لتعزيز التعاون١ بين أبناء المحافظة والوافدين، وتحقيق التكامل الاجتماعي والثقافي بين الجميع... ويعتبر هذا المثال النموذجي أحد العوامل الهامة في نجاح المجتمعات، فالتعاون والمساعدة الصادقة والفعالة دائما ما تؤدي إلى تحسين مستوى الحياة والارتقاء بالمجتمع بأسره.

لذا، يجب علينا جميعا أن نتبع نفس النهج الذي اتبعه أخي أحمد -رحمه الله- وأن نعمل على تقديم المساعدة والدعم للآخرين في جميع الأوقات. فقط بهذه الطريقة سنستطيع بناء مجتمع ينعم بالسلام والرخاء، ونحقق الازدهار الحقيقي الذي يستحقه الجميع.

إن مبادئ أخي السامية وأهدافه النبيلة ستبقى مصدر إلهام للعديد من الناس وستدفع الكثيرين إلى اتباع خطواته وأساليبه في العمل السياسي وخدمة المجتمع.

لقد فقدت محافظة مأرب وأبنائها أحد أشد الداعمين والمدافعين عن السلم والأمن في المحافظة، وهو الأخ الراحل الذي استطاع أن يجمع بين المحافظة على أصالة التراث والتاريخ، فكان يمثل قيمة حقيقية للمحافظة وتربطه بأهلها علاقة قوية وعميقة وكانت له مكانة كبيرة في نفوس أهل المحافظة، فهو بكل صراحة كان يعمل من أجل الناس والمجتمع، وتميز بأخلاقه العالية وتعاونه الدائم مع الجميع في كل الأمور التي تهم المحافظة فلقد كان عملاقا في حياته، وكان يعمل بجدية واجتهاد مع أهله وأصدقائه الذين يحبونه كثيرا.

لقد كان الأخ الراحل مصدر الإلهام والتحفيز للجميع في المحافظة، وكان يعمل من أجل المحافظة على المبادئ الأساسية لمجتمع مأرب، فلم يكن على مستوى أبناء قبيلته فحسب، بل كان يتعاون مع جميع مكونات المجتمع الأخرى لتحقيق التعاون والتطور في جميع أنحاء المحافظة.

لقد فقدنا الأخ الراحل أحمد -رحمه الله- ولكن نتذكره دائما كمناضل شجاع وصادق، وكلماته وأفكاره ستظل محفورة في ذاكرة كل من عرفه

لقد شكل رحيله فارقا كبيرا في مجتمعنا، ولا سيما عندما كان واحدا من رموز النضال المخلصين الذين دافعوا عن مبادئهم وقضاياهم بكل شجاعة وإخلاص. لكن علينا أن نفكر في هذه الخسارة من منظور مختلف، فرحيل أخي لا يعني نهاية انتمائه لهذا المجتمع أو لهذه القضية، بل هو استمرار لنا في الترابط الاجتماعي والمشاركة الفعالة في بناء جسد المجتمع ويجب علينا أن نستلهم من رحيل أخي أحمد الحكمة والتأمل في أهمية العمل الجماعي والتضامن والانتماء الوطني، وأن نعزز أواصر الصداقة والعلاقات الإنسانية التي تربطنا جميعا.

لقد فقدنا شخصا عزيزا ومناضلا ولكن تبقى ذكراه محفورا في قلوبنا وعيوننا، وسنعمل باستمرار على الحفاظ على مبادئه وقيمه والاستمرار في نضاله الذي بناه خلال حياته.

رحم الله من فقدناه وأسكنه الله فسيح جناته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد