في أجواء الاستبداد والطغيان العلمي للعلماء وأجواء الاستبداد والطغيان السياسي للأمراء والحكام يُختزل عقل الأمة في عقل علمائها وتُختزل إرادة الأمة في إرادة حكامها فتُقتل الطاقات الإبداعية للأمة سواء في عطائها العلمي أم في إنجازاتها العملية المختلفة.
ولذلك يمكننا القول بأن الحرية كقيمة إنسانية دينية وأداتها المجسدة لها عملياً الشورى هي بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها العقل البشري حياة ونمواً وعطاءً وتتنفس من خلالها الإرادة البشرية عزماً وصلابة وفعلاً في حركة التاريخ لا انفعالاً بها
إن دور العلماء في المنظور الإسلامي هو بناء عقول أفراد المجتمع لا إلغائها عبر (التقليد) ودور قيادات المجتمع السياسية هو تربية وإعداد قيادات سياسية مؤهلة لا أتباع وجنود. إن دور الطليعة القيادية في المجتمعات والدول والحضارات هو إيجاد مجتمع وأمة قائدة والأمة القائدة تصنع حضارة قائدة (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) والأمة الحضارية القائدة تنساح بين الشعوب لتبشر بقيم إنسانية رفيعة هي مقاصد الأديان عبر التاريخ (السلام العالمي لا الصراع الحضاري، والوحدة لا الفرقة والنزاع، والعدالة لا الطغيان والاستبداد).