;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

الفرق بين تحالف دعم فرنسا وتحالف دعم اليمن 684

2023-03-02 14:33:44

بعد أن اجتاحت ألمانيا فرنسا فر المعارضون للاجتياح الألماني إلى خارج فرنسا وكان على رأس هؤلاء شارل ديجول الذي استقر به المقام في بريطانيا وشكل الحكومة الشرعية هناك ، بينما شكل الألمان حكومة الداخل برئاسة بيتان ، وأصبح لفرنسا حكومتان ، حكومة شارل ديجول ويدعمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحكومة الداخل وتدعمها ألمانيا ، وهذا يشبه إلى حد كبير الوضع في اليمن ، حيث تشكلت حكومتان بعد اجتياح الحوثي لصنعاء ، حكومة هادي في الخارج وحكومة الحوثيين في الداخل .

بعد أن وصل ديجول إلى بريطانيا وانضم إلى التحالف ، وجه خطابا للفرنسيين ، قال لهم ، أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره ، بينما هادي ظل يشرح لليمنيين قصة الهروب وأن الخوف يقع في الركب وليس في الرأس .

أثناء الحرب اتفق ديجول مع تشرشل على أن تدفع بريطانيا ميزانية حكومته في المنفى وأعمال مقاومتها في فرنسا واشترط أن تكون تلك المبالغ على سبيل الدين لا على سبيل الهبة كيلا يدفع ثمنا سياسيا مقابلها، بينما هادي ظل يتلقى الأموال التي هي أصلا ثمنا لبيع النفط اليمني على أنها هبة وبدلا من إنفاقها على الحكومة وأعمال المقاومة في اليمن ، تركها لأولاده يعبثون بها في شراء مصالحهم .

كانت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تتعامل مع فرنسا باعتبارها نصف الفرنسيين وأنها ليست أكثر من دولة مهزومة ، وهو ما تعاملت به السعودية مع حكومة هادي ومن بعده رشاد العليمي الذي جاءت به كمنقذ للوضع الذي خلفه هادي كما قالت ، لكن شيئا لم يتغير ، لأن هادي ومن بعده العليمي يتعاملون مع بلادهم أنها مهزومة وأنهم ليسوا شركاء في الحرب ، على عكس ديجول الذي كان يقول لحلفائه ، إن بلادي تقف على قدم المساواة معكم وإنني أقاوم النازية إلى جانبكم ليس لصالح إنجلترا وأنا أتحدث باسم فرنسا ولست مسؤولا أمام أحد غيرها .

الفرق إذا يكمن بتمثيل القرار الوطني وليس في التحالف ، فأمريكا وبريطانيا كانت لهم مصالح في فرنسا ،مثلما هي مصالح السعودية والإمارات في اليمن ، لكن ديجول كان يتحدث باسم فرنسا ويعتبر بلده شريكة في حرب التحرير وليست تابعة ، لأن النازية ليست عدوا لفرنسا وحدها ، مثلما أن الحوثي ليس عدوا لليمن وحدها ، فحينما شعر ديجول أن الرئيس الأمريكي روزفلت يتعامل مع فرنسا على أنها دولة مهزومة ، قال له : إني أفقر من أن أنحني ذليلا أمام الأمريكان وما أنت سوى دكتاتور انتهازي في أحسن الأحوال ، واليوم رشاد العليمي لا يجرؤ على أن يخاطب الإمارات ويطلب منها أن تلف زبالتها من المليشيات المعطلة لمجلس القيادة الرئاسي .

كان ديجول يخاطب بريطانيا ويقول لها ، لو لم تكن فرنسا معكم في الحرب ، لكانت النازية اليوم في بريطانيا ، ورشاد العليمي ، يقول لو لم يكن التحالف لكان الحوثي قد سيطر على اليمن ، الفارق هو في القائد الذي يعتز بنفسه ووطنه والقائد الذي يقلل من نفسه ومن وطنه ، مع أن العليمي يعلم بأن الذي يعيقه هي المليشيات التي صنعها التحالف ، فقط يحتاج العليمي إلى فهم أن لليمن حقوقا وهو المسؤول عن تحقيقها وليس التفريط فيها ، وعليه أن يعلم بأن وجوده على رأس مجلس القيادة ليس شرعيا ، والذي سيضفي عليه المشروعية هو الإنجاز على مستوى ما سيحققه للناس وما سيحققه للوطن .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد