هل تدرك مئات الأصوات في الشرعية التي تهتف بالسلام، وتردده في كل محفل عن خطورة إيهام المجتمع الدولي بفرضية احتمال قبول الحوثي للسلام، وهو ما يؤثر سلبي، ويسهم في تأخير خيار الحسم العسكري، مع أن اليمنيين يدركون خلال تجارب طويلة مع المليشيات استحالة أن تسلك طريق السلام أو تؤمن به؟
هل تؤمن المليشيات التي يراد لها أن تنخرط في عملية الحل السلمي، بمبادئ السلام، وأرضية العيش المشترك؟
هل تؤمن بأعمدة الدولة التي يبنى عليها السلام، والحياة المستقرة، من ديمقراطية وتعددية سياسية ومبدأ المساواة، ونظام وقانون وحرية الرأي والرأي الآخر والتبادل السلمي للسلطة؟
يجب على القيادات أن تعيد للمجتمع الدولي التوصيف الحقيقي لمتمردين جاءوا من خارج مؤسسات الدولة، فعطلوا الدستور، وخالفوا القوانين، واستباحوا القضاء، وعبثوا بالأمن والاستقرار والسكينة العامة، وهدموا المدرسة، وفجروا البيت، ونهبوا القطاع العام والخاص، مليشيات مسلحة نزحت المواطن، ووجهت الرصاص لصدر كل من يختلف معها ولو بمجرد كلمة قتل أو اختطاف، واستخدمت لفرض آرائها على الناس وحكمهم بالقوة جميع الأسلحة
من الكلاشنكوف حتى البالستي، بالإضافة إلى تلغيم اليابسة والمياه، وسخرت موارد دولة في نشر أفكارها المسمومة التي تقسم المجتمع إلى طبقات ودرجات متفاوتة، لا يعقل أن نظهر أمام العالم أننا أبطال سلام ونحن لا ندرك خطورة ما نقوم به على حساب كفاح شعب ينشد الحرية والكرامة، ولسنا هنا
ضد السلام، فنحن معه، ونتمنى أن الله يأخذ بعقول وقلوب اليمنيين إلى سلام صادق يبني على المرجعيات الثلاث، ناجح ثابت الأسس والأركان، لا مجرد مخدر يبقى كلغم مدفون للمستقبل.