;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

ثورة فبراير... الدرس الذي لم يفهمه الشباب حتى اليوم 770

2023-02-16 02:39:20

سأكتب عن فبراير مرة ثانية، لكنها ستكون الأخيرة، وأنا لست مضطرا للكتابة عن حدث أصبح من الماضي وقد طويت صفحاته ولست من الذين يتشبثون بالماضي أو يتوقفون عنده، لكنني وجدت نفسي مدفوعا للتوضيح، خاصة بعد أن وجدت نفسي أنني داعشي عند الحوثيين وإصلاحي عند من يطلقون على أنفسهم عفافيش، وعفاشي عند من يطلقون على أنفسهم ثوارا، ويؤسفني أن القارئ ما زال يقيم الكاتب من زاوية رؤيته هو وليس من زاوية فقه الواقع، وأكثر الناس يعيشون حالة غيبوبة أولئك الذين ما زالوا يعيشون في ٢٠١١، سواء الذين خرجوا على السلطة أو الذين كانوا معها.

نحن أمام طرفين، طرف يريد إثبات أن ثورته كانت على حق، وآخر يثبت أنه كان على باطلا، وكلا الطرفين مازالا يعيشان في تلك اللحظة، أصحاب الثورة يظنون أن ثورتهم تم التآمر عليها والرافضين لفبراير يظنون أن الثورة جزء من مؤامرة وكل طرف يسارع إلى تخوين أو تسفيه الطرف الآخر وكل طرف يحاول تقزيم تفكير الآخر ولم تكلف هذه العقلية المتخشبة نفسها عناء التحليل النقدي العقلاني، فلا الرافضين لها سألوا أنفسهم لماذا قامت تلك الاحتجاجات ولا الذين قاموا بها سألوا أنفسهم لماذا سقطت؟

ولست بحاجة للقول، إن الاحتجاجات حينما قامت لم يكن المجتمع اليمني ينعم بالرخاء والرفاه والسلام، بل كان يعاني من أزمة معقدة الأوجه، هذه الأزمة نفسها هي ما جعلت الرئيس صالح يبحث عن حلول حقيقية لها، ولذلك أطلق عدة مبادرات كانت جميعها تقابل بالرفض الثوري، لكن صالح تصرف كقائد وطني وسارع إلى الإعلان بأنه لن يرشح للانتخابات القادمة لا هو ولا أحد من أقربائه وطلب من اللقاء المشترك تشكيل حكومة جديدة برئاسته وتشكيل لجنة عليا للانتخابات وتصحيح سجل الناخبين.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بين هذه المبادرات أي مبادرة يمكن وصمها باللا وطنية؟

أعتقد أن أي عاقل سيقول، لا، لكن المشكلة إن الشباب الذين خرجوا بصدورهم العارية سلموا عقولهم لآخرين يفكرون ويقررون نيابة عنهم، وحصروا أنفسهم وثورتهم بعلي عبدالله صالح وأسرته، وانشغلوا بذلك، حتى تحول الأمر إلى كراهية وعدوانية وساروا في طريق مصمم وفق معايير الفئة الخبيثة التي كان من مصلحتها إسقاط السلطة وإعادة تدويرها من جديد.

الثورة الحقيقية لم تحدث، سقطت الدولة، وتحت هذا السقوط نمت مصالح خبيثة وذهنيات متعصبة، ورغم الثمن الباهظ لا يزال هناك من لا يفهم أو لا يريد أن يفهم، فالذين رفضوا الاحتجاجات مازالوا يتوهمون أن الأمور كانت على ما يرام وأن الاحتجاجات هي التي أسقطت النظام، وإذا افترضنا ذلك بأن الاحتجاجات هي التي أسقطت نظاما كان قابلا للاستمرار، فهذا يعني أنه كان قصرا من الرمال، فلماذا لم يحمه جيشه وأجهزة مخابراته وماكينة إعلامه، فكيف استطاعت الاحتجاجات أن تتجاوز كل ذلك وكأنها كانت تتجاوز سياجا من الكرتون؟

فهل من المنطقي أن نطلق على وضع كهذا بأنه كان وضعا سويا وبالمثل هل يمكن أن نطلق على ما آلت إليه الأمور والحالة المزرية التي يتخبط فيها اليمني تحت نير الحرب المتوحشة والثمن الذي دفعه الشعب اليمني أنه وضعا سويا ، من يقول مثل هذا الكلام ويصر عليه من الطرفين، هو حتما شخص مصاب بالذهان أو بانفصام الشخصية، لأن أبسط حدود العقل لا يمكنها أن تحكم على مثل هذا الوضع إلا أنه بائس.

هذا التفكير العقيم هو دليل كاف على مدى إفلاس هؤلاء، وعلى أنهم لا يختلفون عن أولئك الفاسدين الذين بسبب خبث مصالحهم سقطت الدولة وأصبحت في قبضة الإمامة التي تعمل صباح مساء على تجريف الهوية الوطنية وتجريف الجمهورية، وأنصار فبراير وخصومهم مازالوا يقفون عند ١١ فبراير ولم يدركوا أن الأوضاع قد تغيرت ولو خرجوا من كهفهم وحاولوا صرف ما في حوزتهم من عملة لأدركوا أن الزمن قد تجاوزهم وجعلهم خلفه، وأن الذي آلت إليه السلطة يعتبرهم جميعا أعداءه ولا يفرق بين طرف على آخر، فمتى سيستخدم هؤلاء عقولهم

بدلا من الكراهية التي يتبادلونها فيما بينهم؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد