;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

عُرسًا لهُ ما بعده 931

2023-01-21 00:13:00

انتهى العرس النقابي للصحفيين الجنوبيين، ولازال الوطن بعيدا عنا , ما دمنا نقف في طوابير موازين قوى لا دولة , وتقريبا لا وطن , في دوامة صراع الشيطان , وزهو العنف والجنان .

shape3

كل مثقف وسياسي يعرف أنه فعلا عرس، أكثر مما هو مؤتمر، يراد منه تقديم رسائل , وتشكيل أدوات الضغط في حالة من الانسداد الفكري والمعرفي , العاجز على إنتاج حلول , فيلهو بوسائل لعل وعسى أن تحقق له شيئا من الهدف .

سبق هذه العراس الكبير، أعراس صغيرة، تفرخ فيها نقابات جنوبية , وتربع قياداتها مجرد ناشطين سياسيين , تسهيلا لاقتحام مبنى الاتحاد العام , وتدمير النسيج النقابي في عدن , وإفراغ النقابات من كوادرها , تفريخ عربات يجرها الحصان السياسي للهدف السياسي , والنتيجة هو مزيدا من الانسداد السياسي , وهو نتيجة طبيعية للانسداد الفكري .

أكثر المتضررين من هذه النقابات، التي لا تعي دورها وفكرة وجودها , هي السلطة المحلية المعنية بالحقوق العامة , التي تصادمت مع حقوق هذه النقابات المفرخة مرة ومرات , وهي تضع حقوقها فوق الحق العام , في عدم فهم لأدبيات العمل النقابي المنضبط , حيث يسقط الحق الخاص أمام الحق العام .

مع أنني أجد في تشكيلة نقابة الصحفيين كفاءات، خبرات، مختلفة لا تشبه قيادات النقابات التي صنعتها الظروف السياسية والصراع المناطقي، والحماس الغير واعي، لكنني سأجد صعوبة في تفهم دور هذا الكيان في ظل الدولة القائمة والمعترف فيها دوليا، الجمهورية اليمنية .

نعرف أن للصحفيين اليمنيين كيان نقابي عريق، وعدن سباقة في احتوى ورعاية العمل النقابي بشكله العام والخاص، بدوره الوطني والحقوقي، محاولة إرباك هذا الدور يصب في استمرار تعطيل دور عدن، الذي لا زال معطلا، كعاصمة مؤقتة، أو حتى عاصمة أبدية، هي اليوم ساحة للتناقضات السلبية، وتفريخ الكيانات الداعمة لاستمرار هذا التناقض الذي لا يخدم عدن ودورها في القضايا الوطنية، ولا دورها في الدولة الاتحادية، ولا دورها أيضا في القضية الجنوبية .

أكيد ستبرز صراعات بينية، قد تتطلب دعم القوى العسكرية، في تثبيت حق الكيان الجديد، وقد سبق ذلك اقتحام مبنى نقابة الصحفيين ووكالة سبأ والإذاعة والتلفزيون وصحيفة 14 أكتوبر , وكل ما يتعلق بأعلام الدولة , الجمهورية اليمنية , التي هي محل نزاع مجلس الرئاسي , صراع سيكون ضحيته فكرة الدولة نفسها , ومن الصعب فرض حسم بالقوة المسلحة .

كنا نأمل أن يكون مجلس الرئاسة قادر على إصلاح ذات البين، واستعادة فكرة الدولة من بين ركام الحرب , وتأجيل التناقضات لحين تشكيل كيان الدولة الضامنة لحقوق الناس , لمعيشتهم , وتوفير سبل الحياة والخدمات , وإيقاف عجلة الانهيار الاقتصادي والمعيشي , والتحرر من الارتهان والتبعية الإقليمية والدولية , وحينما تستقيم الدولة بأدواتها المختلفة , التي تحتوي الجميع في شراكة سياسية , يمكنها أن تنتج حلول أفضل , وحسم ناعم لقضايا الخلاف , بحيث لا ضرر ولا ضرار .

الناس لم تعد تحتمل تناقضاتكم، ولم تعد تقبل مثل هذه الأعراس التي لها ما بعدها من انفجارات , أعراس تعرف الناس نتائجها مسبقا , وحجم الصرفيات , تعيد لذاكرتهم نظام بائد , بدد الثروة من أجل البقاء , فذهب وذهبت الثروة , وبقي الموطن يتضور جوعا ومجاعة , ولا زال يشعر بالمهانة وعدم الأمن والأمان , يفقد الأمل في المستقبل , يعيش رعب الانفجار القادم , وكفى المؤمنين شر القتال .

 

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد