ضاعوا في الفلوات بلاحادي ولا بادي
تاهوا في أول منعطف
وفشلوا من أول مؤتمر
وهم الصحفيون الذي يقفون كهمزة وصل بين السلطة والشعب
وقفوا في قاعة الفخامة بعيدا عن السلطة وبعيدا عن الشعب
ولم يسعفهم التاريخ التليد
لم يعترفوا بالتراكم الكمي للخبرات الصحفية التي توارثتها عدن من جيل إلى جيل .
سلطة رابعة تصر أن تظل قابعة في أتون المحسوبية والتزلف .
سقطوا في أول اختبار بلا أسئلة ولا خيارات .
لم تشهد عدن قط فشلا كهذا
ولم ترَ البلد صحافيون بهذا الكم والعدد
مؤتمر صحفيين جنوبيين
شكل فيه الجنوبيون أقلية والصحفيون أقل من أقلية .
بينما ترى القاعة مكتظة كأنه الحشر
حشد فضفاض من الصحفيين امتلأت فيه جنبات القاعة
حشد كثيف ولكنه كغثاء السيل
يعجز عن رد شائعة يطلقها مفسبك مضاد
أو مغرد مستهتر بالقضية .
مؤتمر كأنه سوق صيد اختلط فيه الحابل بالنابل ومكياج الصحفيات اللاتي فكرن إنه عرس طالما هي قاعة الفخامة
والمفسبكون الذين منحوا العضوية وهم يشمئزون من جيل الريادة الذي أُسقطت الأمور بين يديه وبدا لوهلة وهو يقف على استحياء عاجز عن قول الحقيقة .
مؤتمر فيه مندوبون بالوراثة أربعة مندوبين من أسرة واحدة
( سجل عياله كلهم مندوبون )
بينما صحف بحالها لم يأتِ منهم أحد
كان الشاي الأحمر ناقص السكر هو بطل المؤتمر
الكل يحتسي الشاي والبعض يحتسي الألم والبعض أخفى القلم .
وماتت الحقيقة هناك في الفخامة الزائفة
ولا زال من يُمنّي النفس بيوم عل فيه بعض من نجاح أو هفوة حظ .
وإن لم يكن ثمة حظ ولا نجاح فبريح صرصر عاتية تأتي على كل هؤلاء الفاشلين .
وعندما هممت بأن أكون أول المغادرين
فكرت للحظات وأنا أجيل نظري
إن هذا ليس مؤتمرا بل مؤامرة ومكتملة الأركان .
فقد شهدنا في طور حقب الجنوب اختراقات قوية في عمق الهيئات الجنوبية .
إلا أن يتم الاختراق حد الاختناق . فهذا لم يحدث قبل اليوم قط .
وهكذا إبتدينا غلط
وانتهينا غلط .