;
فيصل أحمد الشميري
فيصل أحمد الشميري

الكشوفات المُسربة غيضٌ من فيض 1037

2022-12-04 21:08:45

انتشر خبر الـمنح الممولة من قبل حكومة الشتات والضياع، انتشار النار في الهشيم، وخلق آلاف التساؤلات لدى أبناء هذا الشعب المنكوب المصدوم، وزاد من معاناة الطالب الموهوب المدفون، بين الأقطار والأمصار، يبحث عن لقمة عيش عن علمٍ بكل جهد وإصرار .

إن الضجة المُثارة حول المنح الدراسية ما هي إلا غيض من فيض والحقيقة هي كما كانت في العهد البائد، لكن يبدو أن الحصة نقصت على أولئك السابقين المخضرمين ودخول لاعبين جُدد إلى الساحة فثارت القصة، أما الفساد (هو، هو) بس زاد حجمه ونسبته، فماذا لو تسربت كشوفات لقيادات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وكشوفات الملحقيات الثقافية والعسكرية، وكم عدد الوزراء والوكلاء (حتى أصبحنا نُسمى ببلاد المليون وكيل) وكم عدد المستشارين والموظفين بالسفارات، كم عدد السفراء والقناصل، والوكلاء في السفارات بتعدد مسمياتهم والدبلوماسيين عموماً، لبلد منهوب منهوب، ودورهم مجرد قرط الموجود، ماذا لو تسرب حجم الناتج الفعلي للنفط والغاز والمعادن..! والشركات النفطية الـمقسمة بين أباطرة النهب والفيد والسرقة . ماذا لو تسربت إيرادات الثروة السمكية والزراعية والحيوانية، ماذا لو تسربت كشوفات الآثار المنهوبة والمسروقة، ماذا لو تسربت كشوفات المتأخرين عن سداد الكهرباء والماء وكل الخدمات، ماذا لو تسربت المبالغ والمساعدات والهبات الممنوحة لليمن، وأين تذهب. فسادٌ ينخر نخراً في اليمن بكل أريحية، لقد قلت لكم، وقالها كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن المغلوب المسلوب، كلهم فاسدون بلا استثناء، ومن شذَّ لا قاعدة له، وإن وجدت فرداً أو بعضة نفر، شُرفاء بحزب ما والبقية فاسدون، فحكمهم فاسدون مفسدون .

يقال إن سبب الثروة الفرنسية هذه العبارة التي قالتها الملكة ماري أنطوانيت: «دعهم يأكلون الكعك» هي الترجمة للعبارة الفرنسية "Qu'ils mangent de la brioche"  قالتها في القرن الـ18 عندما علمت أن الفلاحين ليس لديهم خبز، كانت تلك العبارة كافية لإشعال الثورة الفرنسية، وهكذا هي الحالة اليمنية " المواطن لا يجد أبسط حقوقه كالراتب مثلاً والخدمات الدنيا" ويطالبونك الفاسدين بالصمود والصبر، وهم يلهفون ملايين الدولارات في أرقى الفنادق والدول والفلل والعمارات في الداخل والخارج، نحن بحاجة إلى ثورة ثانية وثالثة ورابعة حتى نجتث الفساد والفاسدين، نحن بحاجة إلى ثورة ثانية وثالثة ورابعة حتى نجتث ونقتلع الفساد المتأصل في هذا البلد الطيب، الذي لا يستحق كل هذا الفساد الـمُنظَّم، والإفساد والنهب والتقاسم الـمُعظّم، نحن بحاجة لحكومة أزمة، لا حكومة تقاسم، حكومة تكنوقراط، لا حكومة قرط، نحن بحاجة لتخفيف العبء الدبلوماسي بشكل كبير، ونكتفي بأفراد خاصة في الدول ذات العلاقة، ولا داعي للدول التي لا يوجد بها لنا صلة ولا يمنيين فيها ولا علاقات إستراتيجية تربطنا، خصوصاً في هذه الآونة وهذه الظروف العصيبة والطارئة على اليمن، لا نريد في السفارات مجموعات ديكوريه، نحن بحاجة لتلك المبالغ المأهولة والممنوحة للمنح الغير مُجدية لا تخصصاً ولا أفراداً، أن يُنشئ "جامعة النخبة" تستقطب أبرز العلماء من حول العالم، وتُجهز بأحدث المعامل والقاعات، ويجرى بها أدق وأحدث الأبحاث والتجارب لرفع اسم اليمن، ولتلغى تكاليف الـمنح في سبيل إنشاء هذه الجامعة المنشودة ليلتحق بها كل المتفوقين والمتفوقات من أبناء هذا الوطن بلا استثناء ولا وساطات، فإذا وصل الجهل للمدارس والجامعات فأقرا على الأمة السلام، في عبارة شهيرة لرئيس وزراء بريطانيا (تشرشل) وذلك إبان الحرب العالمية الثانية WAR II  وأثناء قصف ألمانيا للعاصمة لندن، سأل من حوله ومستشاريه، هل وصل الفساد إلى الجامعات فردوا عليه: (لا لم يصل بعد الفساد إلى الجامعات) فقال حينها رئيس الوزراء: (إذاً إمبراطوريتنا بخير)، ونحن معظم جامعتنا خرجت من التصنيف العالمي، للأسف أما التعليم فحدث ولا حرج، نحن بحاجة لمُخلّص وليس (مُخ لص)، أو المهدي الحقيقي، أو قنبلة نووية.

والله المستعان يا بلد الحكمة والإيمان .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد