في معرض البناء السعودي السنوي، تم حذف الجنسية اليمنية من قائمة التسجيل .
جنوب الجزيرة هو التعريف الذي يسعى الخليجيون لأعادتنا إليه، تعريف جغرافي ربما خطر لضب عالق في رمال الربع الخالي قبل عشرة آلاف عام .
الكيانات الناشئة ، المسميات والحدود التي ارتجلها سياسي بريطاني ورسمها بعصاه على رمال الخيمة أثناء جلسة مع زعماء العشائر وحدد لهم دولا ، الكيانات التي تعاني حرج العمر القصير والتخمة من كل شيء إلا من التاريخ ، ترتجل لنا تاريخا طازجا بلا اسم ولا هوية ،وكأنها تستخدم الثروة لمعاقبة الجغرافيا ، وتتكئ على النقائص للنيل من حالة الكمال ، الكمال اليمني بمتاعبه ومآسيه وحظه العاثر، بأخطاء أبنائه وسوء تقديرهم وقسوة أقدارهم ، الكمال بوصفه وجودا حاول فعل كل شيء جيد بدون النفط، مقابل النقص وهو يقترف كل خطيئة بقوة النفط .
أن نعود رعاة أغنام بلا تعريف في الأمم المتحدة وفي خانات جامعات العالم وحتى في حواجز التفتيش بين الحدود، نمر بتصاريح مختومة من جهة خليجية راعية حصرا لنهيم على وجوهنا في كل الجهات .
حسنا: اشطبوا اسم اليمن من سجلات معارض البناء السعودي ومهرجانات الترفيه وحفلات المتعة الإماراتية، تأكدوا من فعل هذا في كل مناسبة، لتجدوا الياء والميم والنون فوق رؤوسكم، يمن يطل على مراهقاتكم النزقة بغضب حليم أخرجه الصبيان أخيرا عن هدوئه .
يمن يحدق في عيون الخليج المستهتر بعينين حادتين وقبضة حيد من حيود الطيال المنيعة وبسمرة جلد تهامي أمضى الزمن في مجالدة الأقدار وبمكر حضرمي يدرك الفارق بين قوانين السوق وصخب السوقة .
اليمن لا تملأ خانة في سجل فعالية خليجية، ولا تهتم لهذا، اليمن وجود هائل محتدم متعال إن كان عليه ملء شيء فهو سيملأ الخليج برمته، ويعوضه عن كل نقائصه من حقائق الجغرافيا وهيبة التاريخ .