;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

باعوا أنفسهم ولن نسمح ببيع الوطن 1059

2022-08-02 08:21:00

السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم لكي تتضح الرؤية حول المستقبل، هل نريد أن نتحول لدولة عصرية؟

 أم أننا نكتفي بتغيير المنظومة السياسية فقط، لنبقى في دائرة الصراع على السلطة و واستمرار نهب الثروة، وتبادل التزاوج بين السلطة والتجارة لأطراف أخرى، واستبدال نفوذ الفساد، بنفوذ آخر أكثر فسادا، واستبدال لوبي السلطة والقبيلة، بلوبي سلطة وقبيلة غير، وتغيير شيخ الرئيس، ورئيس الشيخ، بشيوخ القادة، وقادة الشيوخ، ورجال فتوى القتل والتنمر وتعزير والتكفير، باخرين أشد تطرف وغلو، والتسابق على تقديم الولاء للخارج، والارتهان للوصاية.

بتعدد عناوين النضال اليوم، والمشاريع والشعارات، لا تحول مشهود، غير أدوات القبيلة الأكثر عصبية، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، والمشهد كما هو بندقية وجندي بليد للأذى فطن، وعقلية عنجهية، وماضي لازال مؤثرا في الحاضر ومعيق للمستقبل، وارتهان وتبعية، لأكثر انبطاحا.

الحديث عن الدولة في ظل أدوات البناء الهشة، هو حديث عبثي، وأكثر عبثية هي الدعوة للتصالح والتسامح في ظل تعدد المشاريع، فلا تصالح وتسامح لقوى عاجزة على أن تحدد هدف أولى ينزع فتيل التناحر، ثم يترك الخلاف لما بعد بناء أسس الدولة الضامنة للحريات والعدالة والمواطنة والديمقراطية، وصندوق انتخاب نزيه، قادر على فرض إرادة عامة للناس على كل إرادة ضيقة والانا والأنانية.

اليوم لم تعد لنا إرادة ولا سيادة، ومن يقول غير ذلك فهو النفاق بكل معانيه، قال تعالى (وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ) صدق الله العظيم

ذهبت ريحتنا , ولم نعد غير أدوات تابعة مطيعه مستسلمة للفتنة والأعداء , وللأسف اعتقد الأغبياء أن الاحتماء بالخارج سيقدم له السلطة على طبق من ذهب , مثل هؤلاء لا يملكون مشروع دولة ضامنة للمواطنة والحق , بل مشروعهم هو السلطة والتسلط , مشروعهم قزم , وقزمهم أمام الشعب , وانبطحوا للارتهان والتبعية والفساد , وتم شرائهم بثمن بخس , باعوا أنفسهم للشيطان , واليوم يعقدون صفقات بيع الوطن , جنوبه وشماله , الثوري القادم من ساحات التغيير , والثوري الذي طلع على أكتاف حلم الناس في ساحات الجنوب , والسني الذي ترك المنبر وتحول لبندقية للإيجار , والشيعي الذي تحول لسباب ونمام وقاتل ومنتهك , كلهم تحولوا مرتزقة ينفذون أجندات الخارج , جنود في معركة بين إيران وحزب الله , وحلف أمريكا والسعودية والإمارات , كلهم عناوين للتطبيع مع الصهاينة , كلا بطريقته .

المهزلة اليوم ما يحدث من تغييرات وهيكلة، تحت عنوان بناء الدولة، وأي دولة تبنى، ولم يعد لدينا من الدولة غير بقايا مستسلمين للأمر الواقع، مشرعين لكل الانقلابات على هذه الدولة، ما يحدث هي عبارة عن دمى يتم إعادة تموضعها لاستكمال مخطط الارتهان والتبعية، لبلد منزوع السيادة، وفاقد للإرادة، مخطط اشترك فيه الكثير بغفله، منهم من استلذ باغتصاب السيادة، ومنهم من صحا ضميره ويذرف دموع التماسيح بعد ما حدث قال حراما عليا.

لا حل بغير توحيد الجبهة الوطنية، نحو استعادة الدولة، والتصدي لكل مشاريع الارتهان والتبعية، ورفض الخارج والارتهان لقوى الداخل، وحدة الهداف واستعادة الدولة، لنستعيد إرادتنا وسيادتنا، ونعيد ترتيب الأوراق نحو دولة ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة والديمقراطية، لصندوق انتخاب حاسم، ليقول الناس فيه كلمة الفصل في حق تقرير المصير، بعيد عن فرض أمر واقع بالعنف والتحالف مع الخارجي، وعرض بيع أجزاء من الوطن الغالي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد