من خلال بحثي وتتبعي لأمهات الكتب والمصادر التاريخية الكبيرة، وصلت إلى اقتناع تام :
أن مفهوم "آل البيت" بدعة كبيرة، وخديعة عظيمة وقعت فيها الأمة الكريمة هذه !
أن ثلثي الشر والدمار والقتل وثلثي الثلث الثالث إنما هو بسبب تكريس هذا المفهوم والسعي خلف استحقاقاته !
أن كثيرًا من التشوهات الفكرية والعقدية والفقهية في تاريخ الأمة كانت بسبب محاولات الشرعنة لهذا المفهوم وإثبات حقوق له !
أن بداية صحصحة الأمة ونفض الغبار عنها هو النصح لها في هذا الصدد، ومحاربة الخرافة هذه بالفكر والعلم قبل السلاح وبعده .
أكبر بدعة انتشرت في المسلمين هي بدعة "آل البيت" السلالية، ومنها تفرعت عشرات بل مئات البدع، ولُغّمت عقيدة المسلمين وفقههم بها،
وهذه البدعة هي أخطر من بدعة الخوارج والمعتزلة، بل والجهمية؛
فبدعة الخوارج لا تغلو في الأشخاص، ولا تعتمد الكذب دينًا، ولا تسعى للسلطة بتحريف الدين، بخلاف بدعة آل البيت السلالية، فقد عَظّمت المخلوقين حتى رفعتهم فوق منزلة البشر، واعتمدت الكذب دينًا، وبه حَرّفت الدين وادّعت الحقوق والتفضيل والتميز ... الخ .
وبدعة المعتزلة أخف بكثير، فهي تناقش النصوص، وتحاكمها للعقل، بخلاف بدعة آل البيت السلالية، فهي تحاكم النصوص للجينات، والحيوانات المنوية والمسالك البولية! وتدعي بها حقوقًا وأفضلية وسلطة.... الخ .
وبدعة الجهمية انقرضت، ولم تجد لها نصيرًا، بينما بدعة آل البيت السلالية تمددت، ووجدت لها أنصارًا على حين غفلة، وما زلنا نتجرع وبالها دمًا وتحريفًا إلى اليوم .
بدعة آل البيت السلالية لا بد أن تُقتلع من الجذور، بصرامة وصدق وجرأة، نصحًا لله ورسوله ودينه وللمسلمين، وهو واجب الوقت، مع الصبر على الأذى .
لذلك من المهم أن نقرر أنه لا يوجد في الشريعة شيء "آل البيت"، وإن كانوا يقصدون "أهل البيت" فنعم، يوجد هذا المفهوم، لكنهم ماتوا جميعًا في عهد الرسول وبعده مباشرة، مثلهم مثل الصحابة.. فكما لا يوجد صحابي الآن = لا يوجد أهل بيت .
بدعة "آل البيت" الخرافية التي انتشرت بين المسلمين بشكلٍ مهول = تشبه إلى حدٍّ كبير بدعة "الثالوث" عند النصارى .
كلا البدعتين استحوذتا على الديانتين، حتى أصبح الموحدون في غربةٍ أمام هاتين البدعتين، وأصبح المنكر للخرافة منكرًا للدين وناصبًا له العداء !
وحين كان ينكر الموحدون على بدعة "التثليث" يردون عليهم: هذا ديننا كابرًا عن كابر، وحين ينكر المسلمون على بدعة "التبييت" يرد عليهم السلاليون وأشياعهم: هذا ديننا ورثناه كابرًا عن كابر !
وكلا البدعتين أهلكتا البلاد والعباد، وأدخلت الأمتين في نفق مظلم من القتل وسفك الدماء وأكل أموال الناس بالباطل .
لقد جعلت خرافة "التثليث" طابع الديانة النصرانية هو الكهنوت.. وهكذا يُراد لخرافة "التبييت" أن تجعل طابع الديانة الحنيفية السمحة هو الكهنوت والسلالية والعرقية.. والله ورسوله بريئان من الخرافتين .
لا يوجد في الإسلام نسبٌ شريف وآخر وضيع، هذا من عناوين الجاهلية فقط .
الإسلام حطّم هذه الجاهلية والتعزي بها، وقبّحها أشد التقبيح، ولم يجرِ على لسان الشارع هذا الوصف واللفظ ولم يحفل به ولم يعتبره في شيء من أحكامه، بل جعل مدار كل أحكامه على الإسلام، وجعل الشرف كل الشرف فيما ارتبط بالإسلام من أعمال وأقوال وأحوال .
وهذه القاعدة الإسلامية العظيمة أثبتها القرآن في كثير من آياته، منها ما حكاه الله عن نوح عليه السلام : ﴿ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي﴾، فكان الجواب من الله العظيم أن القرب والبعد ليس بالنسب يا نوح :
﴿قال يا نوح :
- إنه ليس من أهلك
- إنه عمل غير صالح
- فلا تسألن ما ليس لك به علم
- إني أعظك أن تكون من الجاهلين﴾ .
وفي هذه الآية تصريح بأن التعزي بالنسب جهل ودعوة جاهلية .
وفي ذات المعنى يقول الله على لسان الخليل عليه السلام: ﴿فمن تبعني فإنه مني﴾، فاعتبار القرب والشرف والفضيلة إنما هو في اتباع النبي لا في الأنساب والسلالات .
إن ادعاء نسبٍ شريف فيه ازدراء بالآخرين أن أنسابهم وضيعة، مع أن الجميع تراب .
قد تقول إنما هو وصف كاشف لا مؤسس، أقول لك: إن كان وصفًا مؤسسًا فما هو الدليل على ذلك، وإن كان كاشفًا فالظاهر خلافه ..
وفي كلا الحالتين هو وصف مبتدع ذلّ في الألسن بلا رويّة وعلى حين غفلة، وميزان الشرف عند الله ورسوله هو العمل والعلم .
مفهوم "آل البيت" هو الوثن الذي يُعبد من دون الله، ويجب أن يُحطّم .