كالت السعودية ومعها الإمارات الوعود السخية للدكتور رشاد العليمي وقالتا له Hقفز الى عدن وأبشر بالدعم الاقتصادي والعسكري وتوحيد القوات العسكرية والأمنية تحت قيادة واحدة فصدقهم المسكين وقفز الى عدن ليكتشف بعدها انه لم يتحقق ولا وعد واحد من تلك الوعود! عملت السعودية مع الدكتور رشاد العليمي مثلما كان يحصل لي في طفولتي مع الحاج احمد الله يرحمه عندما كنت اتعلم السباحة في (بركة القرية) فقد كان الحاج احمد يطلب مني القفز الى البركة واحاول السباحة وعندما اتعب سوف يرمي لي بطرف الحبل وإذا اقتضى الامر سوف يقفز بنفسه لإنقاذي من الغرق فكنت اخلع ملابسي حتى أصبح كما خلقني ربي وهكذا كان حال الأطفال زمان عندما يسبحوا! المهم بعد ان اخلع ملابسي اقف على حافة البركة مترددا وانا ارتجف من الخوف ولكن الحاج احمد يبتسم ثم يشجعني على القفز بإشارة من عينيه والضرب بيده اليمنى على صدره وهي حركة مفادها انه معي ولن يتركني وفعلا كنت اغمض عيني استعداد للقفز وبمجرد ان اقفز يبدا الحاج احمد بالحديث مع الذي بجانبه دون ان يلتفت الي اما انا فكنت انزل و اصعد الى سطح الماء اصارع الموت في انتظار النجدة من الحاج احمد دون فائدة والذي كان ايضا قد منع الموجودين حول البركة من مد يد المساعدة لي بحجة ان ذلك ليس من مصلحتي ولا بد من ان اعتمد على نفسي ، وقبل ان ألفظ انفاسي الاخيرة يصيح الناس : يا حاج احمد حرام عليك الوليد با يموت ! عندها يتدخل لإخراجي من الماء طبعا عند طلوعي من البركة اكون فاقدا للوعي فيقومون بمسك اقدامي ويحملوني في الجو ويجعلونها الى اعلى وراسي الى أسفل عندها يخرج من بطني من ثلاثة الى اربعة لتر من ماء البركة الملوث الذي شربته وبمجرد ان ابدا باستعادة وعيي يقول لي الحاج احمد: هيا اتحمد الله على عمك احمد لو لا انا انقذتك أنك انتهيت قل لهم في البيت يدعوا لي. والمضحك انه كان يتكرر معي نفس الموقف كل يوم وفي بيتنا يستمرون بالدعاء للحاج احمد على وقوفه معي، استمريت على هذا الحال فترة من الزمن حتى ظهرت عندي امراض عديدة بسبب شربي كل يوم من مياه البركة الملوثة. رحم الله الحاج احمد فلم اتعلم السباحة إلا بعد ان توفاه الله ..
د.كمال البعداني
رشاد العليمي وسباحتي في بركة القرية 1156