مع حرصنا على البلاغ المبين وإقامة الحجة، فلن يَصرفنا المشككون عن يقيننا بكمال ديننا وعدله ورحمته وحسنه وكماله، وأنه الحقُّ المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والإسلام كتابٌ وسنةٌ ثابتٌ محفوظٌ إلى قيام الساعة، لايزيدُ ولا ينقصُ، ولا يُبدّلُ، ولا يُحرَّفُ، ولا يُغيّرُ، ولا يلحقهُ تجديدٌ كما لا يصيبه اندراس.
فالقرآن الذي بين أيدينا هو القرآن الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن بعده، وهو القرآن الذي بَلَّغه كلُّ جيلٍ لمن بعده بالتواتر، وسيبقى هكذا إلى يوم القيامة
وكذلك السنةُ النبوية فقد دونها العلماء العدول الثقات، وبينوا صحيحها من ضعيفها ودوّنوها في دواوين السنة التي تلقتها الأمة بالقبول، وهذه الدواوين بين أيدينا محفوظةٌ في الصدورِ وفي السطورِ وستبقى كذلك إلى يوم القيامة.
وكلّ محاولات التحريف لهذا الدين باءت بالفشل.
ولن يخلو الزمان من محاربٍ لدين الله الحقّ.
وستستمر حملات التشكيك في الإسلام ولن تفلح إلى يوم القيامة بإذن الله.
ويبقي التحريف مجرد دعوى خيالية كاذبة لا وجود لها إلا في أذهان أعداء الإسلام ولا وجود لها في الواقع.
وببقاء هذا الدين سيبقى المسلمون الصادقون الذين اصطفاهم الله لهذا الدين إلى يوم القيامة.
ولن يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، ولو اجتمع عليهم من بأقطار السماوات والأرض.
ومع قيام العلماء بالبيان فما كل من يصله الحق ينقادُ له.
ومن له موقف من الشرع لن تقنعه الحجة ولن يُسَلِّم للدليل.
وإن قوماً دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة والموعظة الحسنة، وشقّ الله لهم القمر فقالوا سحرٌ مستمر.
ونعوذ بالله من الحور بعد الكور.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.