عادت الحكومة الشرعية ومجلس النواب إلى العاصمة المؤقتة عدن في اليوميين الماضيين بعد غياب دام سبع سنوات خارج اليمن .
عادت الحكومة الشرعية نعم لقد عادت ولكن برئيس غير الرئيس الشرعي المشير الركن عبدربه منصور هادي .
عادت الحكومة الشرعية ومجلس النواب ولكن بمجلس رئاسي تم تشكيله وهيكلته حسب رغبة السعودية والإمارات .
ظلت الحكومة الشرعية ومجلس النواب حبيسة فنادق الرياض وتحت إشراف مباشر من قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات .
عملت المملكة العربية السعودية والإمارات ما بوسعهما لإدارة البلاد بطريقة مباشرة وعبر ضغوطات مستمرة على الرئيس هادي في تغيير من تريدان من وزراء ومحافظين وحتى قادة عسكريين .
وأخيراً جمعت مجموعة من الإعلاميين في ما اسمته مشاورات الرياض اليمنية اليمنية، لتنجح في اختيار من تراه مناسبا لحكم البلاد ولكن تحت إشرافها ولو كان ذلك الاختيار يخالف الدستور اليمني والثوابت الوطنية .
تم عزل الرئيس هادي من المشهد السياسي مع نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر.
وتم تشكيل مجلس رئاسي من ثمانية أعضاء بقيادة الدكتور رشاد العليمي . وبما ان المجلس الرئاسي بحد ذاته انقلاب متكامل الأركان على الدستور اليمني ولكنهم استطاعوا تمرير هذا المخطط الخبيث لأن الشعب اليمني قد سئم من الحرب طوال ثمان سنوات ويريد العيش بسلام .
ولان التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والذي جاء تحت غطاء دعم الشرعية منذ أعوامه الأولى يتعمد إطالة الحرب في اليمن لصالحه بعيدا عن الأهداف التي جاء من اجلها، فقد استطاع أعاقة أي تقدم للجيش الوطني في كل الجبهات وقد ظهر ذلك من خلال الضربات الخاطئة للجيش الوطني كلما أراد أن يتقدم في أي جبهة .
ثانيا استطاعت الإمارات زرع مليشيات تابعه لها وألوية عسكرية خارج إطار وزارتي الدفاع والداخلية . لتفرض هذه المليشيات كأمر واقع في أي اتفاق .
وهذا ما حدث في جنوب اليمن فقد دعمت ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي . يليه تشكيل ألوية العمالقة بقيادة بازرعة المحرمي ، وألويه حراس الجمهورية بقيادة طارق عفاش وكل هذه التشكيلات كانت خارج إطار الشرعية تماما .
وكانت هذه التشكيلات نتاج عمل سبع سنوات بينما كانت الحكومة الشرعية ومجلس النواب في الرياض لا حول لهما ولا قوة . وبعد أن كان للسعودية والإمارات ما ارادتا من اضعاف للشرعية اليمنية والتحكم بكافة مفاصل الدولة . بكل سهوله تم عزل الرئيس هادي وتعيين المذكورين أنفا لإدارة البلاد.
وهؤلاء الثمانية يقتسمون الولاء نصفين بين السعودية والإمارات .
فعند وصولهم إلى عدن وصل كل عضو منهم من العاصمة التي سيعمل لصالحها فعيدروس الزبيدي وصل الى عدن من الإمارات بينما بقية الأعضاء كانوا في الرياض عاصمة السعودية الرياض .
نستطيع القول إن الحكومة الشرعية وصلت عدن لكن لا نستطيع القول انها وصلت بكامل إرادتها أو بقرار من رأسها. بل جاءت تنفيذا لتوجيهات الكفيل الإماراتي والسعودي على حدا سوى .
أهم ما في الموضوع بعد ثمان سنوات جاء التحالف بانقلاب أسوأ من انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية في صنعاء. فقد ظهرت حقيقية المجلس الرئاسي عند أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب. فقد كان كل عضو في المجلس الرئاسي يحلف اليمين الدستورية على هواه وبما يناسب مشروعه. بعيدا على نصوص الدستور اليمني. فقد كان عيدروس الزبيدي نائب رئيس المجلس الرئاسي قد أقسم يمينا لاوجود لها في الدستور اليمني . ومن الطبيعي أن يتم التلاعب باليمين الدستورية لأن المجلس أصلا خارج الدستور اليمني . لأن من انقلب على الدستور لا يمكنه الحفاظ عليه. فكل من أقسم أمام مجلس النواب قسمه باطل دستوريا. وفي الأول والأخير فنحن دولة منزوعة السيادة ولا تملك قرراها السيادي . فالدكتور رشاد العليمي لا يستطيع ان يصدر أي قرار بدون أخذ الأذن من السعودية والإمارات .
وإذا كان التحالف مهتم بعودة الحكومة إلى عدن فلماذا أختار هذا التوقيت.؟
ولماذا زرع المليشيات التي تفجر وتدمر وتجعل من عدن أسوأ من العاصمة صنعاء التي هي تحت سيطرت المليشيات الحوثية .
ولماذا حرصت الإمارات تعيين كل قيادتها المليشاويه في المجلس الرئاسي.؟
لماذا لم تعود الحكومة الشرعية ومجلس النواب بقيادة المشير الركن عبدربه منصور هادي والذي كان الطلب رسميا منه كرئيس شرعي للبلاد للقضاء على المليشيات الحوثية الإرهابية؟ .
والسؤال الأهم هل هذا تحالف إنقاذ الشرعية من مليشيات إرهابيه.؟
أم أنه شرعنة لمليشيات أخرى حسب الطلب.؟
هل هذا هو انهاء الانقلاب متمثلا بمليشيات الحوثي الإرهابية؟
أم شرعنة لانقلاب على الدستور في غطاء شرعي ونقل صلاحيات الرئيس وكلام فارغ؟ .
لن يطول ليل الشعب اليمني فقرارانا السيادي والحكومة الشرعية التي ينشدها الشعب اليمني ستعود.
اما حكومة اليوم ومجلسها الرئاسي فسينتهون قريبا . لأن ما بني على باطل فهو باطل .