هل تدرك مئات الأصوات التي تهتف في الرياض بـ السلام، وغيرها من القيادات الذي تردده من قبل في كل محفل عن خطورة إيهام المجتمع الدولي بفرضية احتمال قبول الحوثي للسلام، وهو ما يؤثر سلبي، وما قد ربما يسهم في تأخير خيار الحسم العسكري.. مع ان اليمنيين يدركون من خلال تجاربهم الطويلة مع المليشيات استحالة ان تسلك طريق السلام او تؤمن به، والشواهد لفترات طويلة أكدت على ذلك .
السلام مع من؟!
مع مليشيات لا تعترف أولا بالمواطنة المتساوية لليمنيين، بل تمتهن أدميتهم أنهم وجدوا لخدمتها، وأنها لا ترى أهلية الحكم الا في سلالتها ...
هل تؤمن المليشيات التي يراد لها ان تنخرط في عملية الحل السلمي، بمبادئ السلام، وأرضية العيش المشترك؟
هل تؤمن بأعمدة الدولة الذي يبنى عليها السلام، والحياة المستقرة، من ديمقراطية وتعددية سياسية ومبدأ المساواة، ونظام وقانون وحرية الرأي والرأي الأخر والتبادل السلمي للسلطة؟
يجب على القيادات أن تعيد للمجتمع الدولي التوصيف الحقيقي لمتمردين جاءوا من خارج مؤسسات الدولة، فعطلوا الدستور، وخالفوا القوانين، واستباحوا القضاء، وعبثوا بالأمن والاستقرار والسكينة العامة، وهدموا المدرسة، وفجروا البيت، ونهبوا القطاع العام والخاص، ونزحوا المواطنين، ووجهوا الرصاص لصدور كل من يختلف معهم، ولو بمجرد كلمة قتلا أو اختطافا، واستخدموا لأجل فرض آرائهم على الناس، وحكمهم بالقوة جميع أنواع الأسلحة من طلقة الكلاشنكوف حتى الصاروخ البالستي، بالإضافة الى تلغيم اليابسة والمياه، وسخروا موارد دولة سطوا عليها في نشر أفكارهم المسمومة التي تقسم المجتمع الى طبقية ودرجات متفاوتة ...
هل يعقل ان يكون هناك من القيادات من يريدوا ان يظهروا أمام العالم إنهم أبطال سلام ولا يدركون خطورة ما يقومون به على حساب شعب يكافح من أجل الحرية والكرامة والمساواة ...
ومع هذا حتى لا يساء الفهم اننا ضد السلام، فنحن مع السلام، ونتمنى أمس قبل اليوم ان الله يأخذ بقلوب وعقول اليمنيين الى سلام صادق يبني على المرجعيات الثلاث المعروفة، سلام ناجح ثابت الأسس والأركان، لا مجرد تخدير يبقى كلغم مدفون للمستقبل .