بدأت المشاورات اليمنية اليمنية الأسبوع الماضي في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض.
وقد ضمت هذه المشاورات العديد من الفصائل اليمنية. منها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً. وكذلك المقاومة الوطنية بقيادة طارق محمد صالح وعدد من ممثلين الأحزاب. بالإضافة إلى ناشطين إعلاميين.
ولكن الغريب في الموضوع أن الحكومة الشرعية لم يكن لها أي حضور رسمي في هذه المشاورات التي قادها مجلس التعاون بقيادة أمينة العام الحجرف.
وقد صرفت السعودية مبالغ مالية كبيرة للمشاركين في هذه المشاورات التي كان ممثليها كلهم ناشطين إعلاميين.
فكان هؤلاء الناشطين مشغولين بالتصوير السيلفي مع بعضهم البعض. وكأنهم ذهبوا إلى عرس أو وليمة. في المقابل دعا مجلس التعاون الخليجي مليشيات الحوثي الإرهابية للحضور لهذه المشاورات ولكنها رفضت في البداية.
فتم استدعائها لأكثر من مرة من بداية المشاورات.
فغنمت الفرصة وقبلت المشاورات مع التحالف ولكن في دولة محايدة لم تشارك في عاصفة الحزم.
وافق التحالف بعقد مشاورات سرية بين التحالف العربي بقيادة السعودية ومليشيات الحوثي الإرهابية في العاصمة العمانية مسقط.
وعلى أثر هذه المشاورات خرج المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى لدى المليشيات الحوثية الإرهابية في العاصمة صنعاء بمبادرة اسماها مبادرة المشاط.
يدعو فيها التحالف العربي الى هدنة لمدة ثلاثة أيام ضمنها عدة شروط منها فتح الموانئ والمطارات في مناطق سيطرتهم.
وبعد ثلاثة أيام وافق التحالف العربي بقيادة السعودية على تلك المبادرة وايقاف جميع العمليات العسكرية لأجل انجاح مشاورات الرياض حسب زعمهم.
لتاتي مبادرة الأمم المتحدة التي تعمل لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية من بداية الحرب في اليمن وتمدد الهدنة لمدة شهر واشترطت الأمم المتحدة فتح الموانئ والمطارات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية وإطلاق كافة الأسرى من الطرفين.
رحبت المليشيات الحوثية الإرهابية بهذه الاتفاقية ولماذا لا ترحب بها وهي التي تعاني من استنزاف قواتها على أسوار مأرب والجوف.
ولمن لا يعرف ماذا تعني مشاورات الرياض اليمنية اليمنية فقد كانت بين أطراف يمنية.
وصلت الرياض للتمويه وذري الرماد على العيون فقط.
وقد انفرد التحالف العربي بقيادة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في إدارة المشاورات اليمنية .
التي كان طرفها الأول في الرياض والطرف الثاني في مسقط .
والسؤال هو ما دور الحكومة الشرعية في مثل هذه المشاورات؟
ولماذا غابت الرئاسة اليمنية من هذا المشهد الذي اسموه بالتاريخي؟
وهل كان لديها علم ما الذي حدث في مسقط من مشاورات بين التحالف ووفد المليشيات الحوثية الإرهابية؟
وهل اغتنمت الحكومة الشرعية الفرصة لفتح المطارات والموانئ التي تحت سيطرتها وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن ؟.
أم أنها اكتفت بالتوجيه لفتح المطارات والموانئ التي تحت سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية؟.
والسؤال الأهم من المستفيد من هذه المشاورات؟.
بدون شك المليشيات الحوثية الإرهابية، لأنها ستكسب ورقة رابحة لاستعطاف ودغدغة مشاعر المواطنين، وحشد المزيد من المقاتلين إلى الجبهات، واستيراد مزيدا من الأسلحة عبر هذه الموانئ والمطارات ولم ينتهي الشهر إلا وقد تقوت أكثر مما سبق.
هل تعلم الحكومة الشرعية ماذا يعني إطالة الحرب ولصالح من؟ .
وهل تدرك حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين في المناطق التي تحت سيطرتها؟.
وأيضاً هل تدرك ماذا يعني غياب الحكومة الشرعية في المنفى لأكثر من ثمان سنوات ؟.
هل تدرك ما الذي يحدث في تعز المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية؟ .
وهل يدرك التحالف العربي والحكومة الشرعية أن مأرب تقاوم للعام الثامن على التوالي بمفردها؟ .
ثم هل تدرك الحكومة الشرعية أن أبطال الجيش الوطني يقاتلون للعام الثامن بدون مرتبات؟.
هل اكتفت الحكومة الشرعية بالتنديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإدارة الدولة عن بعد؟.
في الأخير المستفيد الوحيد من مشاورات الرياض هي المليشيات الحوثية الإرهابية والأعضاء الذين شاركوا في الرياض، الذين دفعت لهم مبالغ مالية كبيرة للحضور.
ولكن الجيش الوطني لديه مفاوضات مختلفة كثيرا عن تلك التي في الرياض ومسقط .
فالجيش الوطني يحاور المليشيات الحوثية الإرهابية بالطريقة التي تعرفها أنها مشاورات البندقية والخنادق.
وسيكتب التاريخ أن جيشا دافع عن ارضه وشعبه بكل شموخ وعزة وكرامه بدون أي مقابل.
وكان أن انتصر نسب الانتصار للحكومة الشرعية وان فشل حملوه أسباب الفشل .
ومع ذلك لم يخضع لأي مؤامرة داخلية أو خارجية لأنه مؤمن بقضيته وعدالتها .
