إنتقدوا محافظ الجوف أمين العكيمي كما تريدون. إنتقدوا سياسته تصرفاته قراراته وهذا حق مكفول بل وواجب عند وجود أي خطأ أو تقصير . من أي مسؤول كان وبهدف المصلحة الوطنية ومصلحة معركتنا المشتركةولكن أن تتهموه بالخيانة فهذه والله كارثة وقعتم فيها. الرجل يقاتل في الميدان كغيره من الأبطال الذين يواجهون الحوثي والمشروع الإيراني بإمكانياتهم المحدودة ومنذ اللحظات الأولى. قدم فلذة كبده الشهيد صادق رحمه الله تعالى وضحى بكل ممتلكاته وأمواله ودفع بأهله وعشيرته لمواجهة الحوثي ثم يأتي البعض ليتهمه بالخيانة؟ أي إجحاف هذا وتفريط بالرجال الذين كانوا ولازالوا ممن وقف معكم منذ الساعات الأولى للمعركة؟! قبل أيام ظهرت حملة في وسائل التواصل الإجتماعي تتهمه بالخيانة على سقوط الجوف. هذه الحملة التي جاءت بعد أكثر من سنة على ذلك ولم تظهر إلا بعد مقابلته التلفزيونية مع الإعلامية رحمة حجيرة والتي قدم فيها نصائح صادقة وبعض الإنتقادات للأخطاء الحاصلة. فلو كان خائناً كما يقول البعض فلماذا صمت هؤلاء كل هذه الفترة ولم نسمع لهم صوتاً إلا بعد المقابلة التلفزيونية. من المعيب جداً أن من يقدم النصح أو ينتقد بهدف التصحيح يتعرض من البعض لحملات تشويه كهذه الحملات أو يعاقب لأنه أصدقكم القول. فلماذا لا تسمعون النصائح وتتقبلون النقد البناء وتعالجون الأخطاء؟! ولماذا لا تناقشون مع أنفسكم على الأقل ما طرحه وطرح من غيره بدلاً من هكذا حملات؟! ومن الكوارث أيضاً.. أن يشارك في هذه الحملة من يجب عليهم الصمت ولو خجلاً أو قليل من الحياء. أتعلمون أنني أمنع نفسي وقلمي من مهاجمة وإنتقاد من سبقونا في مواجهة الحوثي خجلاً من مواقفهم السباقة وتضحياتهم البطولية وكل ما أعمله سراً التواصل معهم مباشرة بتقديم النصح وإنتقاد الأخطاء دون الإشهار عنها والتشهير بهم. واليوم نجد البعض ممن فروا من الحوثي يتبنون هذه الحملات سواء من مأرب التي زعموا أنهم ذهبوا إليها لتوحيد الصف وهم أكثر من يشقه ويستقطب هذا وذاك لمصلحة خصوم الشرعية أو من القاهرة التي فروا إليها هاربين من الحوثي. هؤلاء للأسف الشديد ينفذون ما يطلب منهم دون مراجعتهم لعواقب ما يقترفونه وتدفع البعض منهم الحاجة الشخصية لا المصلحة الوطنية. وأتمنى أن يراجعوا أنفسهم ولا يكونوا مجرد أداة يهرفوا بما لا يعرفوا. وأقولها بكل صراحة.. إذا كانت هناك نية لتغيير الشيخ أمين العكيمي وتغيير غيره ومن سبقوه. فلا داعي للتشهير والإساءة خلافاً للحقيقة ومغايرة لتاريخهم ونضالهم وبطولاتهم. وتذكروا أنهم كانوا من إعتمدتم عليهم لسنوات طويلة وكانوا سندكم ويدكم وسلاحكم الذي دافع ويدافع عنكم. فلا تجعلوا من نهاية خدمتهم الوطنية والقومية بهذا الشكل المسيئ لكم قبل غيركم. فالجميع يعلم أن المتغيرات الحاصلة والشروط المفروضة والسياسات القادمة ستؤدي لنتائج تعتقدونها إيجابية ولكن غيركم يدرك بأن سلبياتها أكثر من إيجابياتها. وأعلموا بأن التفريط في الرجال والإساءة إليهم وتشويه سمعتهم ضرره أكثر من نفعه. فراجعوا ذلك قبل أن تُراجعوا. وأتذكر في الختام. بأن المحافظ العكيمي طلب بعد سقوط الجوف بتشكيل لجنة للتحقيق وكشف الحقيقة. وحملة الإتهام المسبق له بالخيانة دون تحقيق إجحاف وظلم لايقبله عاقل. ولكم أن تعودوا على سبيل المثال لمواقف الشيخ الحسن أبكر الذي إختلف مع الشيخ أمين العكيمي وأنتقد بعضاً من سياسته وتصرفاته وهاجمه عبر وسائل الإعلام ولكنه قط لم يتهمه بالخيانة بل برأه منها. فمواقف الرجل وطنية قومية وإن إختلفنا معه في بعض الأمور التي يشهد بها الجميع. وها قد شاهدنا كيف كانت ردّة الفعل على الحملة التي شنت ضده بدفاع شعبي أكبر من تلك الحملة في وسائل التواصل الإجتماعي والذين قابلوا أولئك النفر بردود مفحمة ألجمتهم وألجمت أقلامهم المرتعشة وأصواتهم المهزوزة. فأعيدوا حساباتكم ولا تفرطوا في رجالكم واحداً بعد أخر بسبب نصحهم لكم الذي يعتبره البعض جريمة. واعلموا أن أصدق الناس معكم أنصحهم لكم. ولا تفرحوا بالمطبلين لكم الذين لايعصون لكم أمراً ولو كان الأمر منكم في غير محله. وأعلموا أنكم لستم ملائكة منزهين من الخطأ فالأخطاء كثيرة وأمامكم السنوات الماضية من الحرب وفيها من الأخطاء الحاصلة ما يجعل النصائح في محلها. ولا تحتجبوا من الناس ثم تعاتبوهم لما لم تنصحونا مباشرة. فما كان سببه منه فهدر. وقيموا أنفسكم قبل أن يقيمكم الأخرون. وأجدد قائلاً لا تفرطوا لا تفرطوا في الرجال ولا في المكونات التي وقفت ولازالت تقف معكم بسبب شماعات كاذبة ومهما كانت الأسباب والحجج والأوهام التي يصنعها البعض لمصلحتهم ضد مصلحتكم ومصلحة قضيتنا المشتركة. وللحديث بقية.
محمد المسوري
أخائن ،، أمين العكيمي؟! مالكم كيف تحكمون؟! 764