;
د.كمال البعداني
د.كمال البعداني

فهل ستتكرر الزفرة في الشرق ؟ 971

2022-01-03 08:34:30

  زفرة العربي الأخيرة في الغرب (الأندلس ) .

بلغت مساحة دولة الأندلس الإسلامية في أوج مجدها وقوتها أكثر من ستمائة ألف كيلو متر مربع (اسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا) ثم تقلصت تدريجيا حتى وصلت إلى ثمانين ألف كيلو متر هي مساحة مملكة غرناطة التي تأسست بعد هزيمة الموحدين على يد الإفرنج في معركة العقاب عام 1212م ثم سقوط قرطبة عام 1236م وظلت هذه المملكة صامدة لا كثر من 250 سنة لأسباب كثيرة أهمها

الخلافات داخل الافرنج أنفسهم بالإضافة إلى موقعها الحصين المميز وقوة بعض الحكام الذي تولوا حكمها فقد اهتموا بها وتحصيناتها ومسالمة العدو ودفع الجزية له واصبحت غرناطة هي المكان الآمن لكل المسلمين في الأندلس والذين يهجرون مناطقهم بعد سقوطها بيد النصارى ورغم هذه المدة لم

يستفيد العرب هناك ممن سبقوهم بل ظلوا وخاصة في فترتهم الأخيرة ظلوا في خلاف داخل هذه المملكة فيخلعون هذا الأمير ويقتلون ذاك وينصّبون آخر وكل ذلك عن طريق الاستعانة والاتصالات السرية مع عدوهم الجميع وكل ذلك على حساب الأرض فيسقط هذا الحصن ويلحقه آخر ومثلها المدن وهكذا حتى وجد العدو أن الفرصة اصبحت سانحة للتخلص منهم الجميع بما فيهم أصحاب الاتصالات السرية مع هذا العدو والذين كانوا يظنون انهم حلفاء له فقد امرا ملكا قشتالة (فرديناند وزوجته ايزابيلا) بالهجوم على

ما تبقى من مملكة غرناطة حتى تم حصار مدينة غرناطة نفسها عاصمة المملكة وملكها ابي عبد الله الصغير الذي كان على حظه العاثر أن يتحمل وزر وأخطأ من سبقوه من حكام الأندلس. 

shape3

 تم محاصرة المدينة بأربعين ألف من جيش العدو ووسط مقاومة عنيفة من بعض الفرسان طلب أبو عبدالله الصغير والذي كان قد أجرى اتصالات سرية مع العدو طلب الصلح ووقع شروط التسليم والذي لم يلتزم بها العدو بعد ذلك رغم موافقته عليها وفي صبيحة الثاني من يناير 1492م تسلم الملكان مدينة الحمراء مدينة (القصور) في غرناطة بصورة رسمية وأقيم القداس النصراني في الجامع الأعظم الذي حول من ذلك اليوم إلى كنيسة وكأني بالعصافير في حدائق غرناطة وقصرها الحمراء قد استيقظت في

فجر اليوم الثاني على اسماع صوت الاجراس بدلا من الأذان الذي اعتادت على سماعه فعادت إلى أو كارها منكسرة حزينة؟

وكأني بمئات الآلاف من المقاتلين المسلمين الذين استشهدوا من أجل إيصال الإسلام إلى الأندلس والدفاع عنه كأني بهم كذلك قد سمعوا في قبورهم اجراس الكنائس بدلا من صوت المآذن التي ظلت تصدح بصوت الاذان ثمانمائة سنة تقريبا.. سقطت غرناطة أجمل مدينة في العالم حينذاك، سقطت مدينة العلم والتأليف والصناعة مدينة ابن البيطار وابن الرومية وابن الخطيب وغيرهم مدينة قصر الحمراء والنقوش والزخارف سقطت آخر مدينة للمسلمين في الأندلس.. أما ملكها ابي عبدالله الصغير فقد خرج منها بموجب الاتفاق ومر في طريقة على تل يدعى (تل البندول) فوقف عليها وجال ببصره على مدينة غرناطة فاجهش بالبكاء فصاحت به أمه وقالت: ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال!

وإلى اليوم يطلق الاسبان على هذا التل (زفرة العربي الأخيرة) لقد كانت تلك الزفرة في بلاد الغرب فهل سيستفيد العرب من التأريخ أم ستتكرر الزفرة في الشرق ومن سيكون (ابي عبد الله الصغير) ؟ ؟؟؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد