مع غروب شمس يوم الثلاثاء كان واحدا من أعظم مشاهد الدراما التاريخية التي نعيش أحداثها ، بكاء وأنين ودموع على خدود الملالي في طهران ، الحوثيون يدفعون بأشد كتائبهم الخاصة للأخذ بالثأر ، يمانيون على عتبات مأرب يتوضؤن بالدم والبارود ويستعدون للمعركة .
كان موعد المعركة الطاحنة هناك في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب التي ذاق فيها إيرلو مرارة الموت لا حلاوة التمر ولا الطلع النضيد .
بدأت مدفعية العدو بإطلاق قذائفها بغزارة على إمتداد المحاور القتالية ، الألآلف من القذائف تساقطت على مواقع جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية ،.
وظن الذين تحوثوا بأن الطريق سالكا وبأنهم سيبرقون إلى طهران برسالة النصر والثأر ، لم يكن يتوقع الحوثيون بأن ثمة من يصمد أمام كثافة تلك القذائف المدفعية .
وبعد تلك التغطية المدفعية حاولت المجاميع الحوثية الاقتراب من مواقع جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية فاشتعل الجحيم ، ودارت معركة عنيفة امتدت من عتبات مأرب إلى قلب طهران .
وفي تلك المعركة التحمت القوات من عنف القتال وهو صدام مسلح بحق وحقيقة ، وأمام غضب البنادق تساقطت الأنساق الحوثية .
حاول الحوثيون الدفع بتعزيزات كبيرة لكنها كانت فريسة سهلة لطيران التحالف العربي الذي دمر العشرات من الأطقم الحوثية بمن عليها ، كما أن مدفعية الجيش الوطني المعروفة بدقة التصويب كانت حاضرة ومزقت الكثير من التجمعات الحوثية .
استمر القتال العنيف طوال ساعات الليل وطوال ساعات نهار يوم الأربعاء ، أُخمِد الهجوم الحوثي في بعض المحاور وقت الظهيرة ، وتواصلت القتال العنيف في المحاور الأخرى حتى منتصف ليلة البارحة .
ومع فجر اليوم كان الهجوم الحوثي قد تلاشى بعد تدمير مجاميع وقوات حوثية خاصة أرادت الثأر لسيدها إيرلو ،
لكنها لقت مصرعها فما بكت عليهم السماء والأرض وماكانوا منظرين .
واستعاد الأبطال عددا من المواقع الحاكمة في الجبهة الجنوبية ، فتحية وسلاما للمقاتلين الشجعان أبطال تلك الملحمة العظيمة ورحم الله الشهداء الأبرار وشفاء عاجلا للجرحى ونصر قريبا بإذن الله .ع