كثيرٌ علينا فقدُهُ وغيابُهُ
وأكثر ما نخشاهُ ما لا يهابُهُ
شديدٌ شديدٌ تحمل الأرض كفُّهُ
وتخجل من هجر التراب ثيابُهُ
تحاشاهُ وجهُ الموت حتى أدارهُ
إليهِ فقال الموت إنّي أهابُهُ
جسورٌ هصورٌ حميريٌّ متوَّجٌ
كآبائهِ الأقيال.. ما ذا التَّشابُهُ !
كأن بهِ عمْرَو ابنَ معدٍ وتُبّعاً
وشعلانَ وابنَ الفضل.. جلَّ انتسابُهُ
وجلَّ جلال الفارس الفاتك الذي
إذا طالت الأعناق طالت حرابُهُ
يهزُّ شغافَ الشمس بعضُ ٱلتماعِهِ
ويغمر أحلامَ الحياة انسكابُهُ
ستُحكى أساطيرٌ وتُتلى قصائدٌ
وتأكلها الدنيا ويبقى كتابُهُ
كتابٌ به في كل سطرٍ مناضلٌ
وفي كل باسم الله يعلو جنابُهُ
يُعلِّم أطفال الصباح اكتمالهم
ويكشف أشباهَ الرجال ذهابُهُ
سيكبر في ليل المدينة نورُهُ
ويؤنسها إنْ غاب عنها ارتقابُهُ
فيا أيها المزروع في كل خافقٍ
ويا موطناً إنّا جميعاً ترابُهُ
أعدنا إلى أسمائنا إنها بلا
معانٍ فكل أسامينا تَشابُهُ
تركناك في الأعلى وحيداً كنجمةٍ
يمانيَّةٍ والأفق سودٌ سحابُهُ