اتصل بي أحد المسؤولين البارزين في تهامة وقهر الرجال يسيطر علينا معاً بسبب الحدث الجلل في الحديدة الذي قهر عامة أحرار وشرفاء الوطن .
قال لي أتعلم تفاصيل ما حدث يا أستاذ محمد؟
قبل أكثر من شهر وعندما كنت في الساحل وصلت التوجيهات من الإمارات لطارق صالح بالانسحاب من الحديدة بالكامل فقال لهم ما ينفعش أنسحب بهذه الطريقة وينعكس الأمر سلباً على صورتي أمام الجميع ولكن أسلم مواقعي التي أتواجد فيها للعمالقة وبعض القوات الأخرى وأنسحب أنا نحو المخا والوازعية وبعدها بفترة تنسحب تلك القوات وأكون خلال تلك الفترة قد رتبت أموري في تلك المناطق وتقربت من الأهالي ومن القوات الحكومية هناك وفعلاً هذا ما تم .
يواصل المسؤول التهامي قائلاً .
وبعد مرور شهر ونصف تقريباً دعت الإمارات القادة للاجتماع في معسكر الدريمي وبلغوهم ينسحبوا الآن .
وفعلاً انسحبت تلك الألوية وسلموا كل شيء للحوثي الذي كان جاهزاً لاستلام تلك المناطق مباشرة والدليل على ذلك سيطرة الحوثي فوراً على كافة المناطق ولم يكلف نفسه حتى إرسال فرق نزع الألغام أو قوات للتأكد من صحة الانسحاب أو أنه كمين للإيقاع بهم وليس هناك مفاجأة حوثية كما يزعم البعض .
مؤكداً بأن الأمر ليس تنفيذاً لاتفاق السويد والدليل على ذلك قيام الحوثي بأسر العديد من المقاتلين واقتحام المنازل واعتقال الأبرياء من أبناء المناطق الذين انسحبوا منها .
معرضين بذلك الأهالي للوقوع ضحايا جرائم الحوثي وانتهاكاته .
عشرة ألوية بالكامل انسحبت وسلمت تلك المناطق للحوثي بتوجيهات إماراتية ولَم يحدث منهم ولا طلقة واحدة .
موضحاً بأنهم وبعد أن تعالت الأصوات الرافضة لذلك وبعد أن تمكن الحوثي أصدروا توجيهاتهم بالعودة !!
ولكن المقاتلين رفضوا أن يزج بهم للمهالك وأرسلوا مؤخراً كتيبة من اللواء 15 نحو الحيمة لمواجهة الحوثي فيما لو حاول التقدم نحو الخوخة .
سلموها للحوثي بكل سهولة بعد أن حرروها وسقط الشهداء والجرحى في كل شبر من الساحل الغربي وكانوا يتعللون باتفاق السويد ويطالبون بإلغائه ليقوموا بعد ذلك بنسف كل شيء وادعاءهم بأن الشرعية هي السبب وانسحابهم هذا كشف حقيقتهم وحقيقة قضيتهم المتمثلة في إتباعهم للأجندة الإماراتية ولا علاقة لهم بالقضية اليمنية .
تناقضت مواقفهم وظهرت الحقائق جلية .
في البداية أنكروا الانسحاب من أصله وبعد أن ظهرت الفيديوهات تراجعوا عن إنكارهم واعترفوا في بيانهم المرتعش بالانسحاب زاعمين أن ذلك تنفيذاً لاتفاق السويد فترد عليهم الأمم المتحدة بنفي علمها بالانسحاب وأنها تفاجأت به كغيرها ويصرح الفريق الحكومي المعني بتنفيذ الاتفاق عدم علمهم بالانسحاب أو حتى أنهم أبلغوهم مسبقاً بأي شيء .
لم يجدوا ما يبررون به فعلتهم تلك فقالوا في الأخير أنها إعادة تموضع !!
أي تموضع وأنتم انسحبتم انسحاباً كلياً من مناطق كان الحوثي يحلم بالسيطرة عليها وهل تحصلتم على مقابل أخر من الحوثي جراء تسليمكم له هذه المساحات الشاسعة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين بسيطرة ميليشيات عليها .
أختتم صديقي القول بحرقة .
ما تم على الأرض كان بتنسيق وترتيب إيراني إماراتي وقد حذرنا بعض المعنيين من خطورة هذه المخططات مبكراً .
واليوم انكشفت حقيقة الزعم بتصاريح توحيد الصف الجمهوري والزعم بالاعتراف بالشرعية .
فأي توحيد صف وأنت تسلم الأرض وأهل الأرض للحوثي؟ !
وأي اعتراف بالشرعية وأنت سلمت الأرض وأهلها للحوثي بتوجيهات إماراتية ودون علم الشرعية أو حتى إشعارها .
وفي الأخير ..
يبدو أن ما قمتم به يظهر بأنكم تنوون محاربة الشرعية في جبهات أخرى كما أظهرته أسطر بيانكم الذي قلتم فيه بأنكم ستنقلون قواتكم لجبهات أخرى جنوبية .!!
وأقول لكم جميعاً ..
كم حذرت وحذرت منذ زمن ولكن لا من يعي ولا من يستجيب .
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وللحديث بقية وتفاصيل كثيرة ..