خرج محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة بالأمس بتصريح يؤكد فيه صمود مأرب وشموخها وعظمة الجيش والقبائل والمقاومة التي تدافع عنها في وجه ميليشيات إيران الحوثية، وكان تصريحًا قوياً جامعاً غير منفر نال تأييد الجميع، لكن ماهي ثمار حملة التأييد التي ضجت بها وسائل التواصل!!؟
ما الذي تغير في الميدان ما الذي جناه العرادة والجيش والمقاومة والقبائل من هذا التأييد؟
هل تحركت الجبهات المتوقفة التي أشاد قادتها بهذا التصريح لتخفيف الضغط على مأرب!!؟
هل أطلقت رواتب الجنود من قبل نائب محافظ البنك الذي يحتجزها كما يقال ولا أدري ما صحة هذه المعلومة ومدى مصداقيتها!!؟
هل دعمت الجبهات بالسلاح والعتاد والمقاتلين!!؟
هل تحرك الوزراء المؤيدون لهذا التصريح لدعم الجبهات وإصلاح وزاراتهم واستدعاء مسؤوليهم المنازل للعودة للدوام والقيام بواجبهم!!؟
هل تحرك أعضاء مجلس النواب وعادوا من منافيهم للحشد والتعبئة وأخروا البرقيات والتغريدات إلى وقت أخر!!؟
هل تحسنت أوضاع المهجرين بفعل قصف الحوثيين لبيوتهم!!؟
هل التفت أحد منكم لمقاتلي العبدية وأبناء الشهيد الشدادي الذين وصلوا لمدينة مأرب وسألهم ماهي احتياجاتهم وما ينقصهم فقد قاتلوا وصمدوا وخسروا كل شيء الا بنادقهم أم تم تركهم لمصيرهم المجهول !! ؟
هل دعموا التوجيه المعنوي ليقوم بدوره كما يلزم في تغطية المواجهات ومد الإعلام بالمواد الميدانية ورفع معنويات المقاتلين!!!؟
هل دعموا الإعلام مادياً أسوة بمواقعهم الإخبارية وفتحوا له الأبواب ومدوه بالمعلومات وفتحوا تلفوناتهم للرد على استفساراته ومتطلباته ولبوا دعواته للظهور والرد على تساؤلات الشعب وتعاملوا معه كجبهة هامة وليست استثنائية أم كالعادة (مافاضيلك أنا)!!!؟
هل أوقفوا مناكفاتهم الإعلامية والحزبية وتوقفوا عن كيل التهم لبعض!!؟
وهل.. وهل!!؟؟
بالطبع لا!!!!
وعليه فمأرب والعرادة والمقاتلون ليسوا بحاجة للإعجابات والتغريدات والمديح .
اتركوا التغريدات والمنشورات لنا فنحن نترجم ما تريدون أما هكذا فقد أختلط الحابل بالنابل فلم نعد نفرق بين الوزراء والمسؤولين وبين الناشطين السياسيين والحقوقيين.
وبين رجال الدولة وما يقع عليهم والمغردين والمفسبكين حتى أن الأمر وصل الى قيام بعض المسؤولين بإصدار قراراتهم عبر صفحاتهم متجاهلين وسائل الإعلام الرسمية البوابة المعتمدة لنشر مثل هكذا قرارات للدولة.
بل أن المضحك المبكي أن يجن جنون بعض هؤلاء المسؤولين إذا تأخر خبره ويكيل لنا سيلاً من التهم ويتصل بوزير الإعلام مهددا ومتوعداً لأننا قدمنا خبر الجبهات على خبره!!!
مع أن الخبر ليس أكثر من لقاء او اجتماع مع موظفيه بالوزارة وكأن علاقته بالدولة وبإعلامها وبمسؤوليته مرتبط بظهور خبره!!!
وحين ترفع سماعة الهاتف كي تطلبه لإجراء لقاء تلفزيوني يشرح فيه ما الذي قامت به وزارته من أجل الشعب أو لتخبره أن مدير مكتبه يعرقل معاملات أو مذكرات هذه الجهة أو تلك يرد عليك (مافاضيلك)، هذا إن تنازل ورد!
رغم أنك مسؤول مثلك مثله ومعين بقرار كقراره وعلى مسافة كيلوهات منه !!
فما بالكم بالمواطن المسكين او الجريح أو قائد الجبهة !!
أيتها الهامات المقدسة ليس عليكم التأييد أو التغريد ما يقع عليكم فقط هو القيام بواجبكم الذي أقسمتم اليمين عليه لا أكثر.
اتركوا التغريد والفسبكة لأهلها اتركوها احتراماً للشهداء، للجرحى، للأبطال في الجبهات، لأحزابكم التي عينتكم وفرضتكم وجعلتكم حملاً ثقيلاً على الدولة والشرعية التي تحاسب نيابة عنكم وقوموا بما يجب عليكم فنحن في حالة حرب ولسنا في رحلة سياحية واستجمام يكفينا (فهنة) فقد خسرنا كل شيء
وأخيراً وكما قال الحاكم بأمر الواقع
(هيا أسرى)