تَــعِــزٌ تُــغَــصُ بـدمـعـهـا الــمـدار
تـرثـي ضـيـاء الـحـق فـخر الـدار
ووجـدتـنـي قـلـبـا تـمـثل واجـفـا
وعـيـونـه مـاجـت مــن الاعـصـار
فـهـناك حـالمة الـسعيدة ضَـيَعَتْ
أيــقــونــة الـــثـــوار والأحـــــرار
رجــل فـريـد كــان مــن أشـبـالها
يـحـمي الـعـرين ونـجمها الـسيار
سُـحْـبَانَها يــوم اشـتـداد كـريـهة
وخـطـيبها فــي مـلـتقى الأوطـار
وسـفيرها فـي الـخير يـعمل دأبه
مـــا كـــان مــثـل بـقـيـة الـتـجار
مـن كـنتُ أعـرفه لـسابق صـحبة
فــهـو الـنـقـي ومـوضـع الأســرار
يـعـطـي نـصـيـحته بـكـل تـجـرد
ويــرى بـهـا وجـه الـكريم الـباري
شـخـص حـيـي لا تـفـارق وجـهه
بـسـمـاته كـالـغيث فــي الأقـطـار
كـسـب الـقلوب بـها ونـال مـحبة
ولـــه مـــن الـمـعروف نـهـر جــار
فـمع الـشباب يكون بين صفوهم
لا يـرتضي الـتفضيل فـي الأقدار
ومـع الـكهول تـراه يـحمل هـمهم
لـيـجـوب كـــل مـواقـع الأخـطـار
كـي يـصنع الأثـر الجميل لهم إذا
رأت الـعـيون لـهـم عـلى الأطـمار
فــلـذات أكــبـاد أســـارى أقـبـلوا
أُسْـــدَاً تــضـج بــروعـة الإصــرار
ومـع الأرامـل كـان فـي حاجاتهم
يسعى على التخفيف في الأكدار
زكــى وجـاهـته فـطـاف بـمـوسر
حـضـا لـيـمسك أعـصـم الأطـهـار
ويـعـفها عــن بـذل مـاء وجـوهها
لـيـعـود بــعـض الــحـق لـلأخـيار
مـن قـدموا عـنا الـفداء لـيدحروا
مـــا كـــان بـيـن غـوائـل الـفـجار
فـحـظى عـلـى ثـقـة الـكرام لأنـه
مــا كــان يـحمل خـسة الـسمسار
والــيـوم لاقــى الله غـيـر مُـفَـزَّعٍ
فـهـو الـشـهيد وصـفـوة الـمختار
والأمــن يـوم الـدين كـان لـنسمة
قـــد رقـقـتـها طــرائـق الأسـحـار
ومـرادها الاصـلاح يـفتق عـزمها
فـسـمت عـلـى الأقــذاء والأقـذار
لـتطيب فـي الـدنيا بصالح فعلها
ويــدافــع الإحــسـان عـــن أوزارِ
يـــا أيــهـا الـمـغدور بـيـن تـرابـنا
نـطـق الـشـهود وجـاء فـي الأثـار
الــحـق أقـــلام الـلـسـان لأنـفـس
وبـهـا الـخـسارة لـلـذي فـي الـنار
وبــهــا الـبـشـارة لـلـتـقي بـجـنـة
تـرجـمتها بـالـحرف فـي أشـعاري
والـعين قـد لـمحت أمام فؤادكم
قـلـما سـيـنطق عـن لـسان عـاري
لـيـقـول يـــا مـــولاي إن فـــؤاده
قــد كــان مـثـل الـنـور والأزهــار
فـاقـبـل وفــادتـه إلـيـك واعـطـه
مــن فـضل جـودك بـلغة الأسـفار
وافــتـح مـقـادير الـشـقاء لـقـاتل
حــتـى يـــذوق عـواقـب الـغـدار