بعد ان وصلت الأمور الى نقطة اللا عودة واتسع الخرق على الراقع قامت الحكومة بإعلان إجراءات إدارية غير قابلة للتنفيذ لمعالجة وضع كارثي شديد التدهور كنتيجة متوقعه لأسباب عديده منها :
أولاً: لأنها تأخرت كثيراً وترددت في اتخاذ المعالجات الضرورية في أوقاتها المناسبة وضيعت وقتها في انتظار معجزات تهبط عليها من السماء.
وثانياً: انها لا تملك أي سلطة على مواردها ومرافقها السيادية حتى تتخذ مثل تلك القرارات والتي يتطلب تنفيذها قوة وسلطة ووحدة قرار وهو ما لا يتوفر لهذه الحكومة.
وثالثاً: لا يوجد لدى الحكومة رؤية واضحة للتحرك استناداً على معطيات الواقع والمتاح من الإمكانيات والهامش المتوفر لحرية الحركة في ظل تعقيدات وتعارض المصالح المحلية والإقليمية وانعكاساتها السلبية على عمل الحكومة إضافة الى تضارب المواقف وتعدد الاتجاهات والأهداف في اوساطها.
ورابع ا ً: الخذلان التام، وغير المفهوم من قبل التحالف التي جاءت هذه الحكومة وفقا لرغبته ونزولا عند مشيئته، كبند أول لاتفاق الرياض الذي لم ينفذ منه الا هذا البند وهو إعلان الحكومة وتم تجميد بقية البنود واهمها، ومنها بند الدعم الاقتصادي .
وبدون الاسهاب او الدخول في التفاصيل غير الضرورية لأننا لم نعد نملك ترف التنظير، ولا فلسفة الأمور، ولا حاجة بنا الى مناقشة هذه الإجراءات وتوضيح استحالة تنفيذها.
فخلاصة الأمر، نحن نعيش مرحلة الانهيار الشامل والعجز الفاضح والخذلان المفجع وغير المبرر
الجوع يعصف باليمنيين، ومعاناتهم بلغت حدوداً تفوق قدرة أي شعب آخر على الاحتمال والأوضاع كارثية في كل المجالات ولا مغيث والحكومة مكشوفة تمامًا وتجازف بإعلان قرارات بعيدة عن الواقع ليس بوسعها تنفيذ أي منها فقط لرفع الحرج واسقاط الواجب.
تدرك الحكومة يقيناً والكل يدرك انه في ظل هذه الأوضاع انها لا تستطيع عمل أي شيء لمعالجة الوضع مالم يتوفر لها وبشكل عاجل ما يلي:
أولاً : دعم فوري وسريع في الجانب الاقتصادي من الأشقاء في التحالف العربي لوقف التدهور المتسارع وتحقيق بعض الاستقرار لالتقاط الأنفاس بموجب اتفاق الرياض.
وثانياً: توفر النية لدى الفرقاء المحليين والتحالف بتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض بصورة عاجلة وبدون أي عراقيل حتى تستطيع الحكومة من تنفيذ إصلاحات عميقة وهيكلية في كل القطاعات والمرافق ومن أهمها المرافق الاقتصادية والمالية والأمنية واستعادة الموارد المنهوبة الى خزينة الدولة وضبط الانفاق والحد من الفساد بافتراض ان لديها الرغبة والشجاعة للقيام بذلك .
بدون تحقيق هذين الشرطين المسبقين لنجاح أي إجراء، لن تكون هناك معالجة ولن يكون هناك أمل في وقف التدهور ومنع الكارثة.
وإذا كان آخر العلاج الكي. فلماذا. الانتظار؟
عنصر القوة والسلاح الوحيد المتبقي لهذه الحكومة، ولم تفكر باستخدامه بعد عوضاً عن تلك الإجراءات التي لاتسمن ولا تغني من جوع هو وضع استقالتها الفورية على طاولة التحالف وبلا تردد او تأخير ان فقدت الأمل بالدعم الفاعل والعاجل،
استمرارها في نفس الموال التي سارت عليه خلال فترتها الماضية هو ضياع لمزيد من الوقت والدفع بالبلاد نحو المجهول والشعب الى المجاعة الشاملة، وستبقى وحيدة تكلم نفسها وستكون مسؤوله عن كل الاخفاقات والأوزار .
صريميات
يا هاجس اليوم صبرني على الباطل ... وقل لمن يحفظ التاريخ بالمقلوب.
دواخل البحر لا تقرأ من الساحل ... ولا نجوم السماء تتجاهل المحسوب .
والصدر يا صاحبي قد ضاق بالحاصل ... وعاشق الصدق في أيامنا منكوب.
طابت جميع أوقاتكم