قبل أن يصل خبر سقوط العبدية أو أجزاء منها .
كنت أشاهد صباح أمس مقابلة القيادي المؤتمري والوزير السابق الأخ عثمان مجلي مع قناة الجزيرة والذي نشرها المذيع أحمد منصور قبل ثلاثة أيام مع أن تفاصيلها تبين أنها قديمة .
في المقابلة تحدث الأخ عثمان مجلي عن الحروب الستة وعن دور الأسرة الحاكمة كما وصفها والأحزاب السياسية في تحقيق أهداف الحوثي وسيطرته على العديد من المحافظات .
وأختتم المقابلة قائلاً بأن إنتقام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح من خصومه كان السبب الأبرز في سيطرة الحوثيين وتقدمهم .
وما جعلني أكتب عن ذلك .
أن ما تحدث به الأخ عثمان مجلي لم يثر حفيظة البعض ممن يهاجمون غيره عندما ينتقدون بعض قيادات المؤتمر ويطالبونهم بترك الخلافات والتوقف عن الإنتقام الذي لا يخدم إلا الحوثي والذين لازالوا مصرين على الإنتقام والتمسك بالخلافات متفرجين على الحوثي وهو يتقدم هنا وهناك مستغلاً الخلاف والشقاق الحاصل .
والأمر الأخر ..
أن الأخ عثمان مجلي للأسف الشديد لازال مثلهم متمسك بالخلافات أيضاً .
وأعتب عليه هنا مذكراً إياه بمقاطعته لي بسبب مقابلتي لنائب الرئيس فور وصولي الرياض في ديسمبر 2017م .
والمفروض أن يكون السباق لترك الخلافات خاصة والعمل على توحيد الصف مع الرئيس والنائب وكافة القوى الوطنية الرافضة للحوثي .
خطاب الشرعية لطارق عفاش .
قبل شهرين تقريباً زرت وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي وأثناء الحديث معه عن سير المعارك في الجبهات ودور جماعة الساحل أخبرني وأمام الحاضرين بأنهم أرسلوا خطاباً لطارق عفاش بشأن المشاركة معهم ولكنه لم يرد عليهم .
فقلت في نفسي حينها بأن الخلافات عواقبها وخيمة على الجميع دون استثناء .
ولا يعتقدن أحد بأنه سيكون في مأمن من الحوثي .
فمعركة مأرب ليست معركة الرئيس أو النائب أو الإصلاح بل معركة كل اليمنيين الشرفاء الأحرار .
ومن يتخاذل عنها فهو مع الحوثي وإن زعم أنه ضده .
وكان المفروض على طارق أن يبادر بالرد عملياً على الخطاب خاصةً وأن خطاباته الدائمة تتحدث عن استعداده للمشاركة وترك الخلافات وتوحيد الصف .
وعدت مجدداً لمراجعة ما ذكره الأخ عثمان مجلي في مقابلته .
فهي ليست أحداث ماضية وانتهت ولكنها مستمرة بالحقد والانتقام والتمسك بخلافات الماضي التي تسببت في سقوط العبدية وما سبقها من مديريات ومحافظات .
صحيح أن الشرعية تتحمل مسؤولية كبيرة ولكنها في الوقت نفسه لا تواجه الحوثي فقط بل تواجه خصوماً أخرين يسعون لإسقاطها وإسقاط كامل المناطق المحررة بيد الحوثي لكي يبرهنوا للأخرين بما يدعونه من فشل الشرعية .
فهناك من يعتبرون الرئيس والنائب والإصلاح خصمهم الأول قبل الحوثي وهذه كارثتنا .
ولو عادوا لرشدهم لتغيرت المعادلة تماماً .
ختاماً ..
على المتفرجين اليوم بأن يدركوا بأنهم الهدف القادم للحوثي فإن تفرجوا على مأرب فسيكونون الجبهة الجديدة التي سيتجه نحوها وهذا ما تحدثنا عنه منذ زمن طويل وعليكم جميعاً أن تعودوا لجادة الصواب وكفاكم إنتقام .
وأقول في الأخير، للأبطال المقاتلين .
نرفع لكم القبعات وننحني لكم احتراماً وتقديراً ونثق يقيناً بأن عزيمتكم لن تلين مهما حدث .
فقد سبق للحوثي وأن وصل للمجمع في مأرب ودحره الأبطال بقوة وعزيمة وفي معارك تاريخية يشهد بها الجميع .
ونسأل الله أن ينصركم ويثبت أقدامكم .