;
يحيى حمران
يحيى حمران

آباء الشهداء.. أوجاع العمالقة 801

2021-08-01 08:17:51

اتصلت بالشيخ خالد محمد حسن دماج كي أعزيه في استشهاد ابنه عمر الذي استشهد قبل يومين، فإذا به يفاجئني بعد تبادل التحايا بقوله "لا يوجد لدي مأتمٌ استقبل عزاءه في الصالات، ومن أراد أن يهنئني في استشهاد ولدي فليأت إلى البيت ... ".

أشهد لله أن جسدي تنمل وتوقف تفكيري وخذلتني الكلمات عن النطق للحظات مرتبكاً قبل أن اعاود الكلام معه تلفونيا لتحديد المكان، وانطلقنا بعد ذلك بصحبة الزميل الصحافي الأستاذ عدنان الشهاب .

shape3

صافحت الشيخ خالد الذي استقبلنا بكبرياء الرجل العصامي، مخفيا حزنه وقد تلفح ببشاشته المعهودة، ولم أعرف ماذا اقول له في الوهلة الأولى، هل أعزيه ام أهنيه فعلا؟! فوجدت لساني ينطق بجملة رحمة الله عليه، فعقب على كلامي بـ " الله يرحمنا احنا ".

كان في المجلس عدد من الزوار لمثل ما أتينا من أجله، ومسنون آخرون يبدو من ملامحهم المتقاربة أنهم أقرباء لذوي الشهيد، وشاب جريح فقد حركة نصف جسده في معارك الدفاع عن الجمهورية، فعرفت عندها سر تماسك الأب الذي أراد منه أن يكون دافعا لأخوي الشهيد وأبناء عمومتهم ورفاقهم الموزعين في مختلف الجبهات ..

ما إن فتحت تطبيق الواتس اب، عقب خروجنا من زيارتنا المدهشة والتي حرمت في نفسي أن اقول عليها زيارة عزاء، حتى شد انتباهي الجزء الظاهري من رسائل الترحم في جروب أبناء الحيمة .

دخلت الجروب وتتبعت سبب الترحمات المستجدة والتي لم تنقطع شبيهاتها داخل الجروب منذ الأسبوع الماضي، حتى وصلت إلى رسالة لم أدر أتهنئة هي أم نعي للشيخ عبدالغني العجاج جاء فيها "... أهنئ نفسي باستشهاد ولدي الغالي عبدالعزيز عبدالغني العجاج مقبلا غير مدبر وهو يقارع فلول الإمامة والكهنوت والبغي والإجرام الحوثية في جبهات العزة والكرامة ...". 

تيقنت عندها أن الحزن على فلذات الأكباد قد نال من أرواح الآباء بقدر فقدانهم لأعزاء غالين على قلوبهم، ولكنها أنفة الأحرار الحريصين على بقاء سقف معنويات الأبطال عالية ومسيطرة بل قاهرة فوق كيد ومكر أحفاد كهنة الإمامة، كون المعنويات التي تتكئ على عزائم وعطف وتشجيع وحماس ودعوات وتبريكات الآباء والأمهات يستحيل أن تكسر .

ومن المصادفات أن ما حدث اليوم وما رأيناه مشابه لها في معنويات أبناء مارب والجوف وعدن وريمة والبيضاء وتعز وصنعاء وحجة وصعدة والضالع ويافع وأبين وإب وعمران وذمار والمحويت.. وتضحيات أسرية ومجتمعية من مختلف المناطق اليمنية، في سبيل استعادة مؤسسات الدولة التي في غيابها وفي ظل تغييب دستورها .

لم ير الإنسان اليمني شيئا من الحرية والكرامة والعدالة والمساواة وحق العيش الكريم، بعد أن استكثرته عليه مليشيات الإمامة والفيد الممنهج، متجاهلة لكافة الحقوق التي أقرتها شرائع السماء ونواميس أهل الأرض، جاعلة من خرافة "الحق الإلهي المزور" حسب ما نظر لها الهالك الأول يحيى بن الحسين الرسي قبل ١٢٠٠ عام، هو الحق الأوحد على وجه الأرض، تزامنت مع حملة "الحوثيون يقتلون أهاليهم " أظهر القائمون عليها أن نسبة ما خسرته الأسر اليمنية على أيدي أقرباء لهم وصل إلى ٤٤ ضحية بين أب وأم وزوجة وأخ وأخت وابنة وعم وجار، خلال عام ونصف، في سبيل الانتصار لخرافة قداسة السلالة الإمامية الكهنوتية القائمة على خرافة نسل البطنين الهاشميين ـ علوية، فاطمية ـ فأي الفريقين أحق بالتخليد والثناء بالذكر بالله عليكم؟ ! 

هذه المآسي غير ما تصدره المليشيات الكهنوتية إلى المحارق في الجبهات ليس من أجل كرامة المضحى بهم بل من أجل تأمين مستقبل قعاميص (القمل الصغيرة) الإماميين والذين تم تهريبهم إلى مختلف العواصم الاوربية والأمريكية لنيل الشهائد العليا، وإعدادهم كي يحكموا من دفعوا بهم باسم شهادة اللاصق الأخضر في تابوت الموتى، ولن يتم لهم ذلك مادام في أرض اليمن آباء يتسابقون مع أبنائهم لإفشال أماني الإماميين في جعل اليمنيين يقتتلون ليخلو الجو لهم .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد