ما حدث في الشيخ عثمان من أحداث دامية راح ضحيتها مدنيين لا ناقه لهُم ولا جمل بما يدور، وهذا هي النتيجة السياسية الفاشلة التي انتهجتها الإمارات في الجنوب، من خلال التشكيلات العسكرية والأمنية التي أنشأته لكي يدينون له بالولاء المطلق، من آجل تنفيذ مخططاته التدميرية، لم يحدث بتاتا في العالم أن تقوم دولة خارجية بزرع تشكيلات عسكرية في دولة آخري خارج إطار الدولة، لكن حدث في اليمن، إذ استطاعت الإمارات أن توجد مجلس مع تشكيلاته العسكرية والامنية يدين لها بالولاء المطلق وينفذ كل ما تريده .....!
ثمة أدراك لدى الجميع أن ما تقوم به الإمارات لإضعاف الشرعية وتمزيقها على الأرض، لكي تستطيع ان تتحكم بالمشهد وبما يتعاطى مع السياسة التي تنتهجها لتمزيق الترابط الجنوبي، وإغراقه في مربع الفوضة، لكي يتسنى لها تنفيذ ما تريد. لقد استطاعت الإمارات تجريد الشرعية من عناصر قوتها واخلت بموازين الدولة ومؤسساته، حتى تركت الجنوب في خضم الميليشيات تتصارع مع بعضها البعض.
هنا يأتي اتفاق الرياض".... الذي رسم خارطة طريق لهذا الميليشيات، ودمجها في قوائم وزارتي الدفاع، والداخلية، وهذه ربما فرصة اخيرة لدى الشرعية لتصحيح وضعها وترتيب أوراقها التي تآكلت، لكن في الحقيقة يبدو أن السعودية قد أخفقت في هذا الملف في إدارة اتفاق الرياض في تطبيق الشق العسكري" والأمني، إذ كانت المملكة هي من هندسة ورعت هذا الاتفاق ولا زالت تصر في ممارسة لعبة الغباء، فهي في الواقع تحاول تضغط على الحكومة" للعودة للمشهد العدني من جديد من دون تنفيذ الشق العسكري" والأمني، حتى يمكن الحكومة من ممارسة مهامه بحرية مطلقة .
لقد صار امننا بأيدي عصابة لا تمتثل لأي مؤسسة عسكرية او مدنية؛ والدليل الأحداث الدامية التي راح ضحيته العشرات من المدنيين، والتي دارت بين قيادة الأحزمة والدعم والاسناد، وهذا مجمل الحرب التي أتت بهؤلاء العصابة من دون مؤهلات عسكرية، حتى تقافزت رتبهم من الورشة.. للعقيد ومن المرنج .... للعميد يا لها من عجائب وغرائب في هذا الزمن،" التي تقاطرت منه المراحل وتكدست الرُتب وتوالت الغرائب، والعجائب، يجب أن يعود هؤلاء الغوغاء الى مواقعهم السابقة .