أخر ما كنا نتوقع، هو أن تزودنا وكالات بالمعلومة عما يحدث لأراضينا من أعمال قرصنة، وبسط واستيلاء، وتحويلها إلى قواعد، ومعسكرات، لصالح قوى أجنبية .
ما يحدث في جزيرة ميون، هو امتداد لبجاحة استسهلت القرصنة لأراضي اليمن، مستغلة ظروف البلاد، والصمت المعيب والمخزي للبرلمان والحكومة والنخب السياسية المنشغلة بمعارك بينية، وصراعات صغيرة على حساب القضايا المركزية لليمن .
نحن لسنا أمة طارئة على هذه البلاد، وأرضنا ليست فائض جغرافيا لشعب قدم على أحصنة من السماء ليقيم هنا لفترة زمنية ثم يمضي عائدا من حيث أتى .
نحن شعب بجذور صلبة وهوية جسورة، وما يربطنا بهذه الارض يفوق بسنين ضوئية هذه السعة المحدودة لذاكرة الطارئين، ووعيهم البائس .
ونحن نتحدث اليوم بهذه اللغة، تتكشف لنا حقيقة أنه لا أسوأ من ذلك الذي يشاهدك تغرق، وبدلا من أن يمد يده إليك لنجدتك ينهال عليك طعنا بالسكاكين .
لكن العتب، ويا له من عتب، ينصب كله على أولئك الذين بمقدورهم فعل شيء لوقف هذا العبث، لكنهم لأسباب غير مفهومة يكتفون بالصمت، وتنكيس رؤوسهم على الدوام .
متى يتوقف هذا الخرس، أيها الصامتون؟