منذ الأمس وانا أشاهد واكرر البوم خيلت براقا لمع والعديد من الأناشيد والأغاني الوطنية ومع كل مرة أشعر بحرقة وألم ودموع تنهمر، شاهدت احتفالات اليمن بالعيد العاشر وبقية الأعياد الوطنية وحجم العروض العسكرية ولكرنفاليه وعشرات الوفود العربية والأجنبية التي كانت في المنصة والنقل المباشر لعشرات القنوات للاحتفالات آنذاك، دوت في مسامعي أصوات العروض العسكرية وهي تردد بصوت واحد وخطوات موحدة جندي الثورة يحمي الوحدة وتلفت يمين المنصة بعنفوان وكبرياء اليمني الأصيل، اخذتني الذكريات إلى الطفولة والراديو وانا استمع عبر المذياع الذي لم يفارقني طوال فترة الطفولة للأخبار واترقب بشغف الاحتفالات بالأعياد الوطنية والالبومات والأغاني والاهازيج التي كنت وما زلت اشنف بها أذاني حتى اليوم وتجددت ذكريات مايو المجيد..
شعرت بضياع كبير وحزن ليس له مثيل وتسللت إلى مخيلتي بعض الأفكار وشريط من المشاهد المريرة حتى جعلتني اشعر بأن الجمهورية ومنجزاتها قد تبخرت والوحدة تلاشت وبأن احلام شعبنا انحسرت وقد أصبحنا بلا مستقبل ولا أفق..
تزاحمت عشرات الأسئلة في رأسي حتى أصبت بالصداع وشعرت بالرعاف، لعنت التعددية السياسية والحزبية التي أوصلتنا إلى هذا اليوم بأحقادها وعدم تحليها بالمسؤولية والروح الوطنية، تغيرت لدى بعض القناعات وترسخت بعضها، اشتعل لدي الأمل مجدداً لمجرد عودتي لتاريخ اليمن السياسي منذ القدم، وكيف أن كل فترة اضطراب يعقبها فترة ازدهار واستقرار وكأنه قدر شعبنا المحتوم ان يعيش كل هذه التقلبات لكنه في الأخير ينتصر ويزدهر، أمنت أيماناً يقينا بأن اليمن لن يموت ولن يهزم وسيعود قبلة للسلام ومنبع العرب وبلاد العربية السعيدة.