كل تطرف في الفكر والمواقف مرفوض و ينبئ عن ضعف و أزمة بنيوية لدى صاحبه تجعله يخلط الأمور خلط عشواء ويحول انتصاراته لهزائم قاتله بغبائه . الحديث عن هدم القباب والاضرحة الصوفية حديث عدمي وغبي جدا زمانا ومكانا وتوقيتا لأنه يقدم خدمة جليلة لارهاب الحوثي التي يصطف معه كل زنات الارض من منظمات وناشطين في هذه القضية باعتبارها أي الحوثية فكرة نقيضًة تقاتل داعش والقاعدة وهي الأقذر من داعش والقاعدة معا وهدم الاضرحة يعني تبني وجهة نظر داعش التي يقول الحوثي أنه يحاربها كذبا . وقبل هذا كله ما هي الفائدة العسكرية والاستراتيجية المأمولة من هدم قبب واضرحة عفى عليها الزمن وتحولت الى تراث ثقافي مثلها مثل الفلوكلور الشعبي وليس لها أي تأثير ما يتعلق باعاقة قيام الدولة والتحرير اليوم . فالتيار الصوفي تيار روحي غير مسيس تاريخه مشهود له بمقاومة الامامة دائما من ابن علوان الذي قاوم الأئمة وسجن كثيرا مرورا حميد الدين الخزفار قائد ثورة المقاطرة ضد الامامة. شيء أخر أيضا وهو أنه من الغباء تقديم خدمة مجانية لجماعة الارهاب الطائفي الحوثية هو أن الأئمة كانوا أنفسهم يسعون لهدم هذه القباب والأضرحة وكان أخر محاولة هو أمر الامام يحيي بهدم مسجد وقبر ابن علوان إلا أن ممانعة الناس أوقفت هذا القرار حينها. المهم يااصدقائي المتحمسون ليس لدينا مشكلة مع الصوفية الذين لا علاقة لهم بالسياسة ولا يدعون حقا الاهيا بذلك ولم يسجل في تاريخهم أنهم سعوا لذلك وانما في تاريخهم محطات مشرفة ومشرقة في مقاومة الظلم والطغيان على امتداد العالم العربي من عبد القادر الجزائري وعمر المختار والسنوسي وَعَبَد الكريم الخطابي وغيرهم الكثير فلا تدفعوا شريحة منهم اليوم هدية مجانية للحوثي ومشرعه السلالي بهذا الخطاب العدمي المتطرف الذي يخلط بين فكرة الزيدية الهاشمية السياسية والصوفية التي لا تتفق مع الحوثي وفكرته الكهنوتية. من المنطق اليوم ونحن نسعى لتحرير البلاد واستعادة دولتها الديمقراطية المدنية أن نؤسس لقاعدة سياسية ثقافية مهمة تستند على حرية التعدد والمعتقد والتفكير والتعبير مالم يصادم هذا الفكر ثوابت اليمنيين المقدسة وهي الدولة الجمهورية الديمقراطية المدنية الموحدة ، وكل من يقبل بهذا فهو شريك لنا في هذا الوطن الذي سيسع كل أبناءه ولا اعتقد أن أضرحة الموتى تعارض هذا بأستثناء أضرحة أئمة الدجل والكهنوت آلتي تعرفونها جيدا.
نبيل البكيري
التطرف الفكري والمواقف المتطرفة 1076