;
ياسين التميمي
ياسين التميمي

معارك تعز تعيد تصويب المسار 1129

2021-03-06 06:34:51

في خضم المعركة الدائرة في مأرب والتي استدعت إليها ميلشيا الحوثي الانقلابية الإجرامية كل إمكانياتها وأملها أن تحسم هذه المعركة لصالح مشروعها السياسي المثقل بأوزار الماضي السياسية والعقائدية والطائفية، برزت تساؤلات عديدة عن سر هدوء الجبهات.
هذه التساؤلات تحولت إلى إلى محاكمة للشرعية وللتحالف خصوصاً أن مؤشرات عديدة أثبتت أن الإمارات تعاملت مع معركة مأرب باعتبارها إحدى الفرصة السانحة لاعادة إحياء مشروعها الفوضوي التخريبي على الساحة اليمنية.
هدوء الجبهات في الساحل الغربي لا يزال يثير التساؤلات رغم تحرك قافلة دعم رمزية من قوات الساحل الغربي التي يقودها العميد طارق عفاش نجل شقيق الرئيس السابق والتي أثارت جدلاً كبيراً لكنها أعطت مؤشر على إمكانية وحدة الصف الوطني وتصحيح الأخطاء الكارثية التي بلغت مرحلة الخيانة العظمى.’
وقف اليمنيون بإعجاب مجدداً أمام التطور العسكري الذي تشهده منذ أيام محافظة تعز، حيث تم استئناف المعارك في محاور تعز المختلفة بعد أن اندلعت أشرس المواجهات مع ميلشيا الحوثي الانقلابية، وسط تقدمات مهمة شرق المدينة وفي ريفها الجنوبي وشمالها الغربي.
الأنباء التي ترد من تعز تبعث على الأمل، ويمكن لاستئناف المعارك في بقية الجبهات أن تخلق واقعاً جديداً في اليمن، تتغير فيها المعادلة الجيوسياسية، ونظرة المتدخلين الإقليميين والدوليين حيال ترتيبات الحل السياسي لصالح المشروع الوطني بعد أن رأينا الوسطاء الدوليون يتجهون نحو تثبيت مكاسب الجماعات المسلحة المعادية للدولة اليمنية ووحدتها ونظامها الجمهوري.
لكن الأمر لا يزال مرهوناً بحسن نوايا من الجانب السعودي تكفي لاستعادة الثقة بإمكانية إعادة تصويب المعركة نحو تحقيق الأهداف الأساسية للمعركة التي ينخرط فيها هذا البلد المجاور، وسلكت طريقاً معقداً وشائكاً وخطيراً خلال السنوات الخمس الماضية.
لست أدري ما إذا كان الجيش الوطني في تعز قد تلقى دعماً من التحالف، وما أعرفه هو أن هذا الجيش يعاني من انقطاع مرتبات جنودها وضباطه، ومن شحة في الإمدادات والتي تحول التقدمات إلى تضحيات لا حدود لها عندما يصبح التمسك بالمكاسب الميدانية صعباً نتيجة شحة الإمكانيات.
من المؤكد أن تناغم الأهداف بين الحكومة وجيشها الوطني من جهة والسعودية وتدخلها العسكري من جهة أخرى من شأنه أن يعيد الاعتبار لهذه المعركة التي حينما انحرفت أهدافها الأخلاقية والسياسية والعسكرية، ارتدت إلى نتائج كارثية على الطرفين، وبدا معها أن المعركة تقترب من الحسم لصالح الحوثيين وداعميهم الإيرانيين وهو ما لا يتفق مع الثقل العسكري والإقليمي للسعودية.
حتى الآن أظهرت الإمارات موقفاً متواطئاً مع الانقلابيين في شمال اليمن وجنوبه، ولا أشك لحظة أن هذا الموقف يتصادم مع المصالح السعودية، ولكن تعقيدات الدور المشبوه الذي قام ويقوم به ولي عهد أبوظبي وشبكة ولاءاته قد ولَّدَ تأثيرات طويلة المدى على القرار السعودي وكبله وأظهره ضعيفاً ومتخبطاً ليس في اليمن فقط وإنما في العالم أيضاً.
لقد آن الأوان لأن تتجاوز السعودية التعقيدات التي وضعتها أبوظبي أمام المعركة الدائرة في اليمن، لأن الانتصار الذي يجب أن تحققه اليمن بمساعدة السعودية، سيكون انتصاراً حقيقياً للبلدين وللجوار المشترك وللأمن الإقليمي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد