في إنتكاسة الثاني من ديسمبر 2017م.
لم يهزمنا الحوثي ميدانياً إلا بعد أن هزمنا إعلامياً.
وكانت من أخطاء المسؤول الأول حينها الذي ولاه الرئيس الراحل قيادة الإنتفاضة أن ترك قناة اليمن اليوم والإذاعة والصحيفة والمواقع لقم سائغة وسهلة تمكن منها الحوثي وسيطر عليهن في ساعات لعدم توفير الحماية الكافية لهن ولعدم توفير بديل في مكان أمن.
وأستطاع الحوثي بذلك.
أن يهزم معنويات الشعب قبل أن يهزم معنويات المقاتلين.
فلا تهزمكم إشاعات الحوثي وأخباره الإعلامية وما يتم تداوله عن معركة مأرب في وسائل التواصل الإجتماعي.
إحذروا ثم إحذروا.
واجهوهم إعلامياً بأقوى مما يقومون به وأعظم.
إستمروا في التوعية والنشر والكتابة ولا تتوقفوا.
وأعلموا أن العمل في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي لا يقل عن دور المقاتلين في الجبهات وإن كان دورهم أقوى وأعظم.
ومع ذلك فدوركم السند الأول والأكبر للمقاتلين في الجبهات.
خذوها منا نحن من إنتكسنا في ديسمبر.
ولا تقعوا في الأخطاء التي حدثت في إنتكاستنا.
ومنها تخاذل البعض وتركهم لواجبهم في مواجهة الحوثي لأنهم كانوا يعتقدون أنهم أكبر من أن يكونوا تحت قيادة من ولاه الرئيس الراحل المهمة.
أتركوا الخلافات بينكم.
وتذكروا أن أسامة بن زيد بن حارثة كان أصغر الصحابة ومع ذلك سار تحت قيادته أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وكل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
مع إعتذاري هنا للمقارنة إذ لامجال للمقارنة نهائياً.
وكانت من أبرز أخطاء إنتكاستنا هي تولي قيادتها وإدارتها لمن لا إختصاص له بذلك عسكرياً.
فأهتموا بجميع الخبرات العسكرية ولا تتركوهم جانباً وأمنحوهم الفرصة للقيام بواجبهم في الدفاع عن الوطن.
عموماً..
خذو العبرة من إنتكاسة ديسمبر بالكامل.
أدرسوها بتعمق تام وأعرفوا مكامن الخلل والخطأ لكي لا يتكرر المشهد.
وخذوا العبرة من معركة سبتمبر 2014م أيضاً.
وراجعوا الحرب منذ بدايتها وحتى الأن لتعالجوا كل شيئ.
فالوقت أمامكم يكفي لدراسة التاريخ وليس لدراسة معركة أو إنتكاسة.
راجعوا وقيموا وصححوا قبل أن تجدوا أنفسكم نسياً منسياً.
وشكلوا عاجلاً لجنة عسكرية وسياسية وإعلامية وحقوقية وقانونية تعمل ضمن إطار موحد وموجهات واحدة تحت إشراف رئاسة الجمهورية.
المهم لا تتفرجوا وأنتم تمتلكون القرار ولا يستطيع أحد أن ينتزعه منكم.
فالمعركة مصيرية لا تقبل التخاذل.
ونسأل الله النصر للجيش والمقاتلين.