«؛فقًا لمهمتنا في دعم الوحدة والمحبة بين البشر، ندعوا قبلَ كلِّ شيء، إلى ما هو مشترك بين الناس، ومن شأنه أن يقودهم إلى الشراكة بعضهم مع بعض.
هكذا تكلم الحكماء عن التأصيل للوحدة كركيزة بين المختلف والمشترك بين الفرقاء.
إن الوحدة الشعبية اليمنية كضرورة تاريخية للمرحلة والأزمة الواقعية التي تنخر جسد الوطن وتهدد كيان الدولة ووجود الشعب ذاته كجزء منها.
وعليه لابد أن يعي الشعب اليمني اليوم بخيار
الوحدة والتي تعني فيما تعنيه الإيمان بتعدُّد مختلِفٌ يتكامل. فلا وحدة بلا تعدد، ولا وحدة بلا اختلاف، ولا وحدة بلا تكامُل.
قد يختلف الشعب في الرؤى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكن لا يختلف عن الدولة والوطن كفضاء رحب يتعايش فيه الجزء داخل الكل ويحتوي الكل الجزء.
فبمنطق الدين لله والوطن للجميع لابد من إرساء قاعدة حياتية في شكل عقد اجتماعي علماني يخضع للشروط الموضوعية للأمة اليمنية بحيث يكون منهم صادر ولهم خادم.
إن مجرد وعي الشعب اليمني بمدى خطورة المرحلة وانعكاسها عليه في شتى المواضيع سيعلم حتما أن الوحدة الأنطولوجية اليمنية هي قدرهم باختلاف أيديولوجيتهم وعقائدهم.
وفي هذا المنعرج الخطير الذي ستشهده اليمن مع التطورات الجديدة للمنطقة يتطلب كفر كل الأطراف المتنازعة بكل ارتباط خارجي والإيمان فقط بالوطن ووحدته وسلامته ووحدة أراضيه وعليه أن يكون جنديه المفدى الذي يعيش لأجله ويعيش فيه.
أخيرا دعوتي للشعب اليمني أن يعلم أن الصراع العالمي هو صراع وجود فعلي بالأرض وأنثروبولوجي بالحضارة والاقتصاد وإلا لماذا إيران تبحث عن التوسع؟ لماذا الكيان الصهيوني احتل فلسطين؟ أليس صراع أرض؟ قد علموا أن الأرض شرط الوجود فمن لا أرض له لا وجود له وأخيرا إن الوحدة هي الشرط الأساسي لاستمرار الأمة اليمنية والدولة وفعلها الحضاري.