في خطوة جريئة تدل على قلب الموازين في منطقة الشرق الأوسط وفي أول قرار خارجي يتخذه الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في سحب الدعم العسكري عن التحالف العربي في اليمن والذي قال عنه بعض المحللين أن السياسة الأمريكية مع الرئيس الديمقراطي تعود لحليفها الأول في المنطقة بعد سنة 2003 واشتعال نار الحرب بالعراق وإسقاط نظامه الوطني والذي كان بالتحالف مع إيران.
خاصة بعد تحول الأخيرة إلى قوة نووية بالمنطقة مما خول لها أن تكون رقما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يعني بالضرورة إغراق القوى العربية المتحالفة ونصب فخ الإحتراب لها في اليمن.
وبمنطق البراغماتية السياسية يسعى جو بايدن حليف إيران بالأمس إلى مغازلتها في اليمن بعد سحب دعمه العسكري عن النظام السعودي وقوات التحالف العربي ورفع صفة التنظيم الإرهابي عن الحوثيين الذراع العسكري لإيران في اليمن حيث قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة الثاني من فبراير/شباط 2021 إنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة الحوثي اليمنية على أنها منظمة إرهابية ردا على الأزمة الإنسانية في اليمن لتلغي بذلك أحد أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاد واتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكان بايدن أكد في خطاب في مقرّ وزارة الخارجية الأمريكية الخميس والذي كان الأول له حول السياسة الدولية لإدارته، أن إدارته "تعزز جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن" التي "تسببت بكارثة إنسانية واستراتيجية وسط ترحاب أممي بتعلة
أنها ستوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء.
وأيضا
اعتبرت جماعة "أنصار الله" الحوثية أن إعلان إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، بدء شطب اسمها من لائحة الإرهاب للولايات المتحدة يعد "خطوة متقدمة" باتجاه تحقيق السلام في اليمن.
قد يظهر للبعض أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإرساء السلام والإنسانية وفي الحقيقة تسعى بمعية الصهيونية والإمبريالية العالمية إلى تقسيم اليمن على أساس ديني ومذهبي رجعي وزرع الطائفية بين أبناء الوطن الواحد بتعلات طائفية متخلفة لا دخل للشعب العربي فيها بل هو المتضرر الأساسي والأول حيث سيجزأ المجزئ ويفتت المفتت لصالح قوة صهيونية وإقليمية في المنطقة ومحاولة أمريكا ابتزاز السعودية وإدخالها في معركة كسر عظام هي لا تقدر عليها وتأزرها أزا إليها في شكل فخ سياسي منصوب لها خاصة بعد رفع الصفة الإرهابية للحوثي وإكساء صبغة الشرعية على أفعالهم
ولكن يبقى السؤال إلى أي مدى ستنجح مبادرة السلام الأمريكية؟ وهل هي فعلا مبادرة سلام أم مبادرة مغازلة؟؟