بعد قرابة سبع سنوات عجاف من الحرب العبثية الظالمة.. اقتربنا من حافة الانهيار الوطني المرعب... والقيادات السياسية المتسببة في هدا الانهيار لاتريد أن تبادر لوقف هدا السقوط بل استمرأوا العيش الباذخ على حساب شعب يباد وأمة تحتضر . وغاب عنهم فهم شرف المسئولية وحجم الأمانة التي تطوق أعناقهم ونسوا يوم الحساب... فإدا كانوا لايخشون من الناس العتاب فهناك من ينتظرهم ليذل الأعناق والرقاب, إنه رب الارباب. الشعب يعيش جحيم الفقر والجوع ووصل البعض إلى الموت جوعأ والبعض إلى حال مذل فيما قيادة الشرعية والانتقالي يعيشون في البذخ وفي أرقى الفلل خارج البلاد. ونرى أبطال الجيش والأمن يتضورون جوعاً بسبب انقطاع مرتباتهم ولا نحرك ساكناً لإنقاذهم وأسرهم...وتلك جريمة لاتغتفر. إن الواجب الوطني والديني والإنساني يتطلب من قادة الانتقالي والشرعية أن يبادروا إلى اتخاذ قرار شجاع لتضميد الجراح وجبر الضرر بعيدأ عن املاءات الخارج .. بفتح حوار جنوبي جنوبي لوقف هذا العبث المجنون والتنازل لهذا الشعب المظلوم والسعي للم الشمل والقبول بالآخر وبالصوت الجنوبي الحر دون استخدام الشعارات باسم الجنوب وهي في الواقع ضد الجنوب. إن عقلية الانتقام وتصفية الحسابات المناطقية العنصرية التي تسيطر على قادة الانتقالي يجب أن تتوقف فإن قمع الأصوات الوطنية الحرة لن يحقق شيئاً يذكر..بل سيزيد من حدة الصراع لا أكثر. يجب الاعتراف بالأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبت والحماقات والنزوات والنزق والتعالي والاستقواء ضد بعضنا ووقف الخطاب الإعلامي التخويني القذر المؤجج للصراع وأن يجنح الجميع للسلام والتعايش والشراكة. وعلى الانتقالي الذي يسيطر على عدن أن يقلع عن استمراره بهذه العقلية العقيمة وتنفيذه خطط ومشاريع تمزيقية تضر بالجنوب أيما اضرار وهو يزعم عودة الجنوب. لان استمراره بهذه العقلية المرتهنة المغامرة لن يعيد الجنوب بل سيقود الجنوب الى التشظي والتمزق ونشوء كيانات متعددة تزيد الممزق تمزيقاً وتعيدنا الى الماضي البائس. على العقلا والنخب الوطنية أن تبادر للالتقاء وأخذ التدابير وإيجاد صيغة جديدة للمصالحة الوطنية الأخوية وعلى قيادتي الشرعية والانتقالي القبول والدعم لمثل هكذا مبادرة. ومن أجل الخروج من هدا النفق المظلم يجب أن يتحرر الجميع من الدفاع عن الفاسدين فلا يدافع عن الفاسد إلا فاسد ولا يدافع عن الساقط إلا ساقط ولا يدافع عن الخائن إلا خائن ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال. يجب أن يحيا الانسان بشجاعة أو يموت .. فالحياة بشجاعة لا تعجب الجبناء والحياة بوفاء لا تعجب الخونة والحياة بأمانة وصدق لا تعجب المحتالين واللصوص والموت بشرف لا يعجب الانذال.
منصور بلعيدي
أيها العقلاء: *الوطن بحاجة إلى مبادرة وطنية شجاعة قبل فوات الأوان.!!* 869