;
عبدالباسط البحر
عبدالباسط البحر

ساحل تعز الغربي ... رئة تعز ومتنفسها. 943

2021-01-28 09:25:54

في تناولات سابقة أشرنا إلى ما تعانيه بعض الفئات في تعز مثل المختطفين والأسرى المفرج عنهم، ومعاناة الجرحى دون معالجات لجروحهم، النازحين والمشردين دون إيوائهم، وبعض معاناة المقاتلين في الجبهات بين برد الشتاء دون مرتبات ولا غذاء ولا دواء ولا كساء يقيهم الصقيع وموجات البرد القارس، ومعاناة أبناء تعز عموما تحت الحصار والقصف دون خدمات تذكر تقدم لهم، وحسب تواصل أهلنا في الساحل معنا قالوا بضرورة أن نشير ايضا إلى معاناتهم بشكل خاص .

عسكريا وأمنيا تسيطر على ساحل تعز الغربي ثلاث تشكيلات مسلحة وقوات "الفارس" الأمنية، تلك التشكيلات هي قوات طارق صالح، وقوات المقاومة التهامية، وقوات ألوية العمالقة، وهناك انسجام بين قوات العمالقة والمقاومة التهامية إلى حدٍ ما؛ وهذه القوات معترفة بالشرعية اليمنية أو قريبة منها أو على الأقل لم تقاتلها في يومٍ ما سابقاً .

وهناك قوات إماراتية محضة تتبع التحالف العربي في جزيرة ميون بباب المندب وفي ميناء المخا؛ وبالاشتراك مع بعض قوات طارق في بقية الجزر ومنافذ التهريب .

shape3

كان هناك تذمر كبير في صفوف الوية العمالقة والمقاومة التهامية من ضمهم لقوات طارق صالح تحت غطاء القوات المشتركة؛ ومورست عليهم ضغوط كبيرة، من قطع رواتب، وصرفة، ومنع من السلاح؛ وغير ذلك لم تستغل من الشرعية أو أيا من حلفائها .

كانوا مثارين فعلاً من بعض الممارسات، وقاموا بعدة تمردات او احتجاجات على طارق صالح وأخيه عمار صالح الممسك بالملف الامني هناك، ولكن سُمح لطارق ان يقمعهم وأن يبتزهم، وان يرجعهم إلى عنده صاغرين؛ ولأن الشرعية لم توفر لهم بديل، ولم تتبنى أو تغطي مطالبهم سياسيا وإعلاميا .

لذلك قرروا ان يتماشوا مع الوضع وربما ألا يحتجوا مجدداً ..

بالنسبة لموقف السكان من أبناء تعز في ساحلها الغربي؛ فهناك جزء بسيط منهم من أصحاب المصالح الضيقة أو غير المشروعة والذين كان لهم مواقف مسبقة ضد الشرعية ووقفوا مع الحوثة وقاتلوا في صفوفهم؛ فهؤلاء تماهوا مع الوضع القائم، وبقوا على ارتباط مصلحي مع قوات طارق وحلف الإمارات؛ وبواسطتهم يتم التغرير والاستغلال للبسطاء والفقراء فقرا مدقعا والمعوزين وذوي الحاجة من المواطنين ..

لكن المؤكد أن الأغلبية من الناس ترفض ذلك الواقع نتيجة الممارسات الخاطئة والمناطقية العفنة والاستعلائية والتجبر والاستكبار من بعض القيادات الموجودة هناك؛ كما ان استغلال أراضي الناس بالقوة والتدليس وحرمان المساكين منها ولدت رفضا لها وتصاعدا في حدة الخلاف والشقاق مع المواطنين، وأدت في بعض الاحيان والحوادث المتفرقة إلى مواجهات دامية ومسلحة في أكثر من موقف نتج عنها وراح ضحيتها قتلى وجرحى من اطراف متعددة مرتبطة بالصراع على الأراضي ومن الأبرياء ايضا .

ونتيجة ما يختمر لدى الناس هناك، وما يجدوه من تعامل فالحقيقة وان بدت الأوضاع من وقت لآخر هادئة أو مستتبة فما يكبتوه حتى الان هو النار تحت الرماد والهدوء الذي يسبق العاصفة، وبرميل ممتلئ بالبارود قابل للانفجار في أي لحظة وبأي صاعق تفجير وضد أي دخيل؛ مشاريع أو شخصيات أو دول .

المعاناة والانتهاكات متعددة لحقوق المواطنة الأساسية في الساحل أبرزها المتعلقة بالنازحين والاختطافات والاخفاء القسري والبسط والنهب للأراضي، وتكميم الأفواه ومنع الحركة وتنقل المواطنين منها أو إليها، وتعطيل ميناء المخا والتضييق على نشاط الصيادين المحليين، يضاف إلى ذلك التعامل المناطقي المستفز المتأصل والمتجذر في بعض القيادات الممسكة بملف الساحل والتي تدير الأعمال هناك، وهذا كله يؤدي الى مزيد من حالة التذمر والغليان والرفض الشعبي في أوساط الناس العاديين من أبناء ساحل تعز الغربي بشكل عام .

من صور المعاناة كما اسلفت لأبناء ساحل تعز الغربي ما يلاقوه من مضايقات وتقييد للحركة خاصة في مجال الاصطياد البحري كونه المصدر الرئيسي للدخل هناك و ما يعد معضلة مستعصية أمامهم، بالإضافة إلى عدم تشغيل الميناء والاستفادة من أنشطته المتعددة والذي يترك أثراً على أبناء الساحل الذين يعملون في أرصفة الميناء وتوفر لهم الحركة الملاحية ابواباً لطلب الرزق، كما يتأثر أبناء تعز عموماً من تعطيل العمل في هذا الميناء الهام، أضف إلى ذلك التضييق علي زيارات الساحل للتنزه والاستفادة من المتنفسات الطبيعية الخلابة على البحر كوادي الملك وملتقى البحرين " العربي والأحمر "، كما يمكن الاستفادة من الرياح النشطة في توليد الطاقة الكهربائية، وفرص استثمارية وسياحية واعدة، في حال توفر البيئة الأمنة المشجعة لإقامة مثل هذه المشاريع  .

كما لا ننسى ان مما تعاني منه مديريات الساحل والمترددون عليها هو التعامل الأمني المتنمر والمتعنت والقبضة الأمنية المتوحشة والتي تشتبه بالجميع، ما يؤدي إلى مزيد من الإذلال والقهر والقمع للناس وانتهاك كرامتهم وحقوقهم، واختطاف الناس عبر جهات وتشكيلات ليس لها ارتباط بالجانب الأمني، واحتجاز الحريات دون مسوغ قانوني .

الساحل مننا وفينا كما يقول التعزيون؛ الترابط الأسري والعلاقات الاجتماعية المتداخلة والمصالح الاقتصادية حيث تحرم تعز من عائدات مهمة كونه المورد الاقتصادي الأهم لها، حيث لا ثروات نفطية او غازية لتعز ولكنها ثروتها هو الإنسان والموقع الساحلي الهام اذا تم استثماره .

الساحل هو جزء لا يتجزأ من تعز بل هو رئة تعز التي تتنفس منها والمتنفس والمنفذ لها، واستمرار حرمان أبناء تعز منه يعد كتم للأنفاس وخنق للحياة والأحياء ومنع للأكسجين والهواء النقي عنها، ما يؤدي بها إلى الشعور بالاختناق والموت البطيء، واستمرار حرمان تعز من ساحلها الغربي والسيطرة عليه بذلك الاسلوب وهذا الشكل يؤثر تأثيرا ديمغرافيا على السكان والجغرافيا والتاريخ وفي الروابط الأسرية والاجتماعية والمصالح الاقتصادية، حتى نسينا أننا محافظة ساحلية ونسينا الجزر والحوت !

المؤكد والمهم والمعلوم بالضرورة أن المحاولات اليائسة والبائسة من قبل المتآمرين لحرمان تعز من ساحلها وتجزئة الجسد التعزي وفصل الرأس عن جسده؛ واحداث تغيير ديمغرافي في التركيبة السكانية الواحدة لتعز، مخططات فاشلة لن تمر للتقسيم والتجزيء بعد ان عجزوا عن تمرير أجنداتهم القذرة على تعز .

لن تنجح مخططات العدو وستتحطم كل محاولاته على صخرة الوعي والإرادة الجمعية وعنفوان وصلابة أبناء تعز جميعا وتماسكهم الاجتماعي وفي مقدمتهم أبناء ساحل تعز الشرفاء والوطنيين الأحرار؛ المؤمنين بيمن اتحادي موحد كبير حر ومستقل، وبإذنه تعالى وتأييده سينتصر اليمن وشعبنا اليمني العظيم وسيندحر المعتدين وسيخيب المتآمرين وادواتهم الرخيصة؛ ولن يعود ماضي الحكم البائد ولا الحكم الأسري الفاسد، وكما لن يعود الحكم الكهنوتي البغيض فلن ترى الدنيا على أرضي وصيا، أو يرى نخاس أرض اننا نأخذ الدنيا ونعطي اليمنَ .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد