بعد طول حصار مورس على دولة قطر ليس له اي مسوغات واقعية او منطقية حتى صارت دول الحصار اضحوكة الزمان في تبعيتها للغرب بشكل مفضوح ومعيب في آن.. فباتصال هاتفي من ترامب تمت عملية العزل بنجاح حتى اضطر قطر للارتماء في احضان عدوهم اللدود الإيراني مكرهةً ...ودول الحصار لديهم موهبةً وابداعاً في صناعة الأعداء وفقدان الأصدقاء ولذلك خلقهم .
وباتصال هاتفي جديد من ترامب عادت اللحمة الخليجية للالتئام دون مسوغات مقنعة ايضاً ولكنها السياسة الخليجية ذات الطابع الخاص .
القضية هنا ليست في تخبط السياسة الخليجية.. فالخليجيون أحرار في كيفية إدارة اللعبة السياسية بينهم ولو اعادوا حرب داحس والغبراء ..
ولكن القضية فيمن سارعوا الى التطبيل لعزل قطر عن محيطها الخليجي ورموا عليها كل خيباتهم واتهاماتهم الجوفاء الفارغة المضمون وتصويرها بانها زعيمة الإرهاب ..
فلك ان تتخيل عزيزي القارئ كم هو موقف المطبلين محرج وهم يرحبون بقطر كدولة شقيقة لم تعد راعية للإرهاب بعد ان جعلوها مكباً لنفاياتهم الإعلامية .
عادت العلاقات الخليجية باتصال هاتفي كما قطعت بنفس الأسلوب كما اوضح ذلك ولي العهد السعودي بان قمة مجلس التعاون ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف وستترجم التطلعات نحو لم الشمل والتضامن الخليجي.. وقد كانت .
ونحن اذ نبارك لهم عودة توحدهم ولم الشمل الخليجي فإننا في ذات الوقت ندعوهم الى وقف دفعهم باليمانيين الى التشرذم.. وكما ارادوا الخير لبعضهم فلا ينبغي ان يحرمونا منه بنفس الأسلوب .
صحيح ان الحصار تم بطلب من ترامب واليوم الاتفاق يتم بنفس الطلب ومن نفس الرجل كما نقلت ذلك وكالة رويترز عن "مسؤول كبير بإدارة ترامب": ان الاتفاق يقضي برفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار عن قطر وبتخلي الدوحة عن الدعاوى القضائية المرتبطة به) الا انه في حد ذاته يعد خطوة إيجابية في السياسة الخليجية التي تندر فيها الإيجابيات .