عاش العرب قبل الإسلام حياة فوضي وحروب وصراعات بينية طويلة الامد.. وحياة اشبه بحياة الغاب القوي يأكل الضعيف بلا رحمة .
فجاءهم الاسلام واخرجهم من ظلمات الجهل الى نور العلم ومن الحروب والثارات القبلية الى التئآخي والتعاضد وجمع الصف وفق نظام الدولة المدنية
فحولهم الى قادة الدنيا كلها ودانت لهم الارض ...
وحين تراخوا عن دينهم الذي اوصلهم الى المعالي عادوا الى بيئتهم القديمة ولكن بصورة عصرية وقلوب غابرة .
فالحروب التي كانت بالسيف تقتل العشرات صارت اليوم بالمدفعية والدبابة والطائرات تقتل الالاف .
فسفكوا الدماء المحرمة، وعاثوا فساداً في بلاد الإسلام، وشردوا الشعوب العربية المسلمة، وأذلوها بين العالمين، وأشمتوا بها الأعداء، وحولوها لاجئين على أبواب الدول الأخرى.. وتنمروا على بعضهم.. وجددوا حروب داحس والغبراء .
وجعلوا البلدان العربية مسرحاً لصراعاتهم العقيمة فيدمروها بأيديهم كما فعل اليهود في خيبر (يخربون بيوتهم بأيديهم..) .
وما يجري في سوريا وليبيا واليمن أنموذجاً للحروب العبثية واحياء لحروب الطوائف التي اضاعت الأندلس جوهرة العالم الإسلامي .
وسيكتشف العرب في نهاية فصول المسرحية أنه لم يكن هناك اي عدو يمثل خطر عليهم وعلى بلدانهم أكثر من خطرهم على أنفسهم واستهداف بعضهم البعض فما صنعه العرب بأوطانهم في ثمان سنوات تعجز ان تصنعه إيران وإسرائيل وأمريكا والعالم في ثمانية قرون .
لا يوحٌد العرب الا الدين وحين يتراخون في تطبيقه واقعاً في حياتهم يعودون القهقري مئات السنين.. وما يجري اليوم في الوطن العربي خير شاهد .
هل اعاد التاريخ نفسه ليجدد لنا العقلية العربية القديمة التي بها يأكل العرب بعضهم بعضاً.؟ !
وهل زعماء العرب *يمكن* ان يرعوون.؟ !