نتابع معكم في هذا المقال الحاقاً لما بدأنا في المقالات السابقة ما تبقي من حلول الإسلام الجذرية التي حمى بها المجتمع والجيش من الحرب النفسية. والمؤمن لا يستسلم للهزيمة ولا يفكر في الاستسلام أبدا لأن عقيدته تقول أن المؤمن الحق لا يهزم فيدرك في قرارة نفسه سبب هزيمته،
ذكرت في المقال السابق أن الحرب النفسية لا تؤثر في المؤمن الحق، وسألنا أنفسنا سؤال، كيف نحقق الإيمان في نفوسنا؟
سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال ان شاء الله.
لابد من إعادة النظر في (بناء الرجال) ليكونوا دعامة الحاضر وسند المستقبل
و السبيل إلى ذلك يتمثل في عدة نقاط أهمها:
أ- يجب أن يتحمل الآباء والأمهات واجباتهم كاملة في تربية الطفل، لان كثيرا منهم قد أهمل هذا الجانب وترك المسؤلية على المدرسة، فالواجب تلقين الأطفال مبادئ ديننا وأسس الخلق القويم في البيت قبل الالتحاق بالمدرسة.
إن الطفل الذي لا يتلقى التربية الصالحة من والديه في بيته قبل ذهابه إلى الروضة والمدرسة أو يتلقى في البيت تربية غير سليمة وربما فاسدة، حتما ستعجز الروضة والمدرسة عن تقويم اعوجاجه التربوي والسلوكي،
إن البيت هو المدرسة الأولى للأطفال، وفيه يُوجَهون مبكرا إلى الخير اوالشر، كما أن الأطفال يقتبسون مزايا آبائهم وأمهاتهم، والمثال الشخصي للأبوين يؤثر في أطفالهم أعمق التأثير، فمن خاف على عقبه وعقب عقبه فليتق الله.
الأطفال والشباب المنحرفونون في الغالب جنى عليهم أبويهم باهمالهم وعدم الإهتمام بتربيتهم، وفي اغلب الحالات فساد الأبوين ينعكس مباشرة على أطفالهم.
إن الأطفال أمانة لدى الوالدين، ورب البيت الذي لا يربي أولاده تربية سليمة ولا يستطيع السيطرة عليهم في سن المراهقة يعتبر خائن للأمانة التي أودعها الله لديه.
والذي يدع عرضه نهبا لأعين الفساق من الناس خائن وجبان وديوث.
ب- إعادة النظر في تربية النشء ووضع مناهج تربيتهم على أسس مستمدة من تعاليم ديننا.
إن تفشي التردي الخلقي بين أبنائنا يخدم العدو بالدرجة الأولى ، فلماذا نخرب بيوتنا بأيدينا؟
إن إعداد المعلم والأستاذ إعداداً سليماً هو مفتاح الإصلاح التربوي، فلا بد من إعطاء هذه الناحية أعظم درجات الاهتمام.
يجب أن يعاد النظر في المناهج التي تدرس في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا، وأن تعد المناهج بواسطة فريق متكامل من المتخصصين الأكفاء والتربويين والعلماء والدعاة والمصلحون.
ج- إقامة المساجد في كل مدرسة ومعهد وكلية وحث التلاميذ والطلاب على أداء فريضة الصلاة في أوقاتها وهذا من أساليب التربية العملية التي تؤثر في الأطفال والشباب وتترسخ في اذهانهم إلى نهاية أعمارهم .
د- مراقبة تصرفات التلاميذ والطلاب والمدرسين والأساتذة ووضع حد للانحراف والمنحرفين بحزم وقوة،
بعض الآباء يثق في أولاده ثقة تعميه عن المتابعة والتقويم المستمر، ويعطيهم الحرية المطلقة بدون رقابة او توجيه.
إن الحرية التي بدون قيود هي فوضى وتعدي، والحرية الحقيقية هي التصرف ضمن إطار الفضيلة والخلق الكريم.
ولنأخذ العبرة من عقلاء الأجانب ومفكريهم، تجدهم متذمرون من ضياع شبابهم للأسباب التي ذكرناها.
هـ على السلطات المحلية المعنية أن تختار العلماء العاملين للنهوض بواجب التوعية الدينية في الإذاعة والصحافة وأجهزة الإعلام والمساجد والنوادي وقاعات المحاضرات وصالات الأفراح المناسبات.
إن حاجتنا اليوم إلى علماء عاملين كأسد بن الفرات والعز بن عبد السلام وأبي الحسن الشاذلي وابن تيمية، لا تقل أهمية عن حاجاتنا إلى قادة أفذاذ كخالد ابن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني، فلابد أن يفسح المجال للعلماء العاملون لاداء واجباتهم الشرعية وحماية المجتمع من الإنحراف والتردي؟
و. الواجب المؤكد على الجهات المعنية المبالغة في الأهتمام بجنودنا الأبطال في جبهات القتال وغيرها من ميادين الحرب من حيث التوجيه والتربية والتقويم ووضع برامج وخطط مستمرة لربط المقاتلين بالله ومعالجة اي سلوك شاذ أولاً بأول.
تلك مقترحات آمل أن تصل إلى آذان الآباء والأمهات والمسؤولين في الجهات الرسمية والمدرسين والعلماء وغيرهم وأن يعملوا على تنفيذها، حينها ستتحطم شرور الحرب النفسية على صخرة الإيمان وننتصر على عدونا ومهما كانت قوة العدو فإنه سيفشل في مواجهة الرجال المؤمنين الصادقين؟
في اخر هذه السلسة أحب ان أأكد الحقيقة التالية:
أ- إن الحوثي يصعب التعايش معه في ظل فكرة العنصري السلالي ولن تحل المشكلة بين الشرعية اليمنية وبين ميليشيات الحوثي بغير القوة، والقوة فقط هي اللغة الوحيدة التي يفهمها، فيجب على الرئاسة والحكومة الشرعية تغيير سلوكها الانهزامي والعمل على تنفيذ الواجبات التي كلفهم الشعب القيام بها ومن ضمنها:
الإهتمام بالجيش الوطني وجعله محور ارتكاز لكل مهامهم وأعمالهم.
وتوجيه كل مقدرات الدولة وإمكانياتها نحو الجبهات لاختصار الوقت وحسم المعركة.
في الأخير ارجوا أن أكون قد وفقت في الحديث عن الحرب النفسية وأثرها على المجتمعات والجيوش ون تكون الفكرة قد وضحت للقراء جميعأ.. ونلتقي ان شاء الله في مقالات قادمة.