الحرب حالة عقم بشري يدفع الى عمليات جراحية مؤلمة.. لكن جراحو تلك العمليات هم من يحددون نجاحها من عدمه .
وللحرب فنونها وادراكاتها ومالاتها وطريقة تفكير قادتها ايضاً .
فهناك قائد يجيد فن الحرب ويخرج منها بأقل الخسائر.. وهناك قائد عرطة وضعته الظروف على راس هرم القيادة فيقود الى تحطم ذلك الهرم بقراراته الخاطئة .. ويدفع الوطن ثمن أخطائه الكارثية .
ومن أخطر الأخطاء التي يترتب عليها
سقوط الأوطان في براثن الطامعين بسهولة هي السماح للحليف بقيادة المعركة وبحرية تامة... وهنا تبدأ أطماع الحليف تستأسد ويتحول الى حاكم بأمره... فيقضم الوطن كما يشاء .
لا لوم على حليف سلمت له البلد على طبق من ذهب ان يتصرف كحاكم فعلي يفعل فيها ما يشاء.. بل اللوم على قيادة تخلت عن دورها للغريب طواعيةً .
وما يفعله التحالف الثنائي (السعودية والامارات) باليمن الا بسبب تسلمهما قيادة الحرب في اليمن بارد مبرد ..
ويبدو ان قيادتنا الرشيدة قد اعطت ثقة عمياء لمن لا يقدرها .
ونرى اليوم نتاج تلك الثقة فيما يحصل لوطننا المنكوب ببعض أبنائه .
وكأن القيادة السياسية (رغم تاريخها العسكري) لم تقرأ الأطروحة العسكرية الصينية الشهيرة *لـ'فن الحرب'* التي كتبت بالقرن (٦) قبل الميلاد للمؤلف *' صون تزو'* كاهن مرجع في اكاديميات العالم، يقول فيها :
[وعندما ' تحتاج معونة من "حليف" جديد ضد عدوك التقليدي، 'لا تمنحه الصلاحيات ' الكاملة في التصرف.. ولا حتى نصفها ، بل ويجب 'أن يكون ' الحليف 'الجديد تحت قيادتك 'الكاملة والمباشرة، ولا تسمح له بأي خطوات يمررها بعيدا عن عينيك وملاحظتك. لأن 'الحليف الجديد' إذا تسلم قيادة أمر ما خارج سلطتك وإدارتك بأرضك، فإن 'الطمع يدفعه لاقتطاع ذلك الجزء وضمه إليه، والبدء في محاربتك وإضعافك.. وربما الى القضاء عليك] .
* لا فض فوك يا صون تزو؟ !*