لا تلتفتْ للخلف يا تطبيعُ إنّ الرخيص على الأذى مطبوعُ لا تلتفتْ للخلف ما من ناصرٍ كل الذين على الطريق قطيعُ يا ناصر العربيّ ليتك واقفٌ كي لا ينال من الوقوف وضيعُ ما أرخص الإنسان لا إنسانهُ حرٌّ ولا موّالهُ مسموعُ والأرض مثل العرض تؤلم أهلها لا تؤلم السمسار حين يبيعُ يا أيها العربيّ إنّ حياتنا مخصيَّةٌ وحياءنا منزوعُ يتحكم الأغراب في أيامنا في شمسنا في الخبز حين نجوع يتسرّبون من الملوك كأنّهم سمٌّ وسمُّ التافهين فضيعُ ويحدّدون لحى الرياح وشَعْرُها اللّيليُّ في قضم الحدود سريعُ ربّى الأوربيون فوق ظهورنا قططاً توجّهنا ونحن نطيعُ وكلاب أمريكا تعضُّ قلوبنا فتغضُّ عنها أعينٌ وضلوعُ يا أيها العربيّ إنّ بلادنا من بين أيدينا تضيع تضيعُ أوطاننا ملعونةٌ وعيوننا مطعونةٌ وكلامنا مقموعُ عربٌ نُفدّي بالنفوس ملوكنا وملوكنا للغاصبين دروعُ أسماؤنا ساديةٌ وسماتنا عاديةٌ وأسى البلاد وسيعُ عربٌ بدائيون نأكل بعضنا بعضاً ويأكل ما تبقّى الجوعُ النفط في الصحراء والتنقيب في أجسادنا والحفر والتقطيعُ قتلى ومنفيّون في أوطاننا ومحاصرون ورزقنا مقطوعُ عربٌ نلمّع بالمديح جراحنا لكنّهُ لا ينفع التلميعُ يا نخوة العربيّ نورك خافتٌ ودمُ العروبة باردٌ ووديعُ لا الخيل قادمةٌ ولا فرسانها يقظون لكن المدى مفجوعُ تترقب الدنيا قرون نياقنا أما الشعوب فللشعوب ربيعُ عربٌ حقيقيون نخل خيالنا عالٍ وباب سمائنا مخلوعُ شعراء موهبون نعلم جيداً أنّ امتداح الواهبين بديعُ تتشمّم البترول كلُّ قصيدةٍ فصحى ويلمس فخذها الينبوعُ ومثقّفون مثقّبون كأنّهم سروال زانيةٍ عليهِ دموعُ لزجون لا يستنكرون خطيئةً كبرى ولا في دينهم ممنوعُ لا يغضبون من السياط يثيرهم صوتٌ على جلادهم مرفوعُ وتثور ثائرة العبيد إذا شكا بالظالمين إلى الإله وجيعُ لا تستوي الأغصان غصنٌ فوقهُ حجرٌ وغصنٌ كالسماء رفيعُ كانت قضيتنا بحجم وجودنا واليوم لا شكلٌ ولا موضوعُ في كل نافذةٍ شعاعٌ نازفٌ وبكل شمسٍ خنجرٌ مزروعُ يا قدس لا عتبى على مستنقعٍ عشب الوحول بنفسهِ مخدوعُ لم تبقَ بعد الأنبياء نبوءةٌ إلا دمُ الأحرار حين يضوعُ في كل قلبٍ يفتديك محمدٌ وبكل جرحٍ مريمٌ ويسوعُ لم ينتظر صبحُ الكرامة نائماً إنّ انتظار الراكعين ركوعُ
عامر السعيدي
المُطبِّعون 908