;
شوقي الميموني
شوقي الميموني

*المعنويات من أهم عوامل النصر (3)* 848

2020-10-19 08:19:51

هذه السطور عبارة عن سلسلة مقالات حاولت فيها توضيح معنويات الجيوش والمجتمعات وأثرها على سير المعركة، وهي مواضيع مترابطة مع بعضها كل موضوع يكمل الآخر، 

shape3

ذكرنا في المقال السابق معنى كلمة المعنويات وذكرنا التعريف القديم والتعريف الحديث، وضحنا كذلك أن الحرب العالمية الثانية كانت الفاصل بينهما. 

ذكرنا كذلك أن الأديان والعقائد أهم عامل من عوامل رفع معنويات الجيوش والمجتمعات، ضربنا مثال الأديان بدين الإسلام، ومثال المجتمعات بالمجتمع العربي وكيف استطاع الإسلام نقل العرب من مجتمعات متفلته متناحرة فوضوية متأخرة إلى مجتمع منظم منضبط مطيع، 

اليوم بأذن الله نستكمل الموضوع وسنبدأ بالسؤال التالي:

 كيف رفع الإسلام معنويات المجتمع المسلم؟

1- غرس الإسلام عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر في قلب كل مسلم،

فالنفس لن تموت الا بأجلها، والمرء لن يغادر الحياة الدنيا الا إذا حانت ساعته، سواء أكان ذلك في ساحات القتال أم على فراشه.

2- أمر الإسلام بالشجاعة والثبات والإقدام

قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا، إذا لقيتم فئة فاثبتوا، 

وقال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار، ومن يولوهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة، فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ".

3- حث الإسلام على الطاعة، والطاعة هي روح الجندية، 

قال تعالى: " وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير "

وقال تعالى: " ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ".

4- أمر الاسلام بالصبر، 

قال تعالى:" ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "

وقال تعالى: " اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله "،

وقال تعالى: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ".

ذلك بإيجاز شديد بعض ما أمر الإسلام به من وصايا وتعاليم، وهي في الحقيقة تمثل الصفات الخالدة للجندي المتميز في كل مكان وزمان، وهي في نفس الوقت لها أثر في ( المجموع) لأنها تبني جيشا مقاتلاً من الدرجة الأولى، وشعبا قويا ثابتا لا يقهر.

لم يقتصر الدين الإسلامي على تربية ( الفرد ) ليتحلى بالمعنويات العالية، بل شملت تعاليمه الأمة كلها،

- فأمر بالوحدة وهي أساس القوة،

قال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقال تعالى: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة" 

- وحث على الاستعداد والإعداد للحرب واستنفاذ الجهد وبذل أقصى استطاعة، وهو أساس النصر،

قال تعالى: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم ".

- وأمر الأمة بالجهاد بالنفس والمال وهو أساس القوة والنصر معا، 

قال تعالى:" انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله "،

- وهو بالإضافة إلى كل ذلك حث على اليقظة والحذر، 

قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم "،

وقال تعالى: " فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ".

كل ما ذكرناه هي تعاليم خالدة جاء بها الإسلام للمحافظة على معنويات الجيش والمجتمع قبل الحرب وأثنائها. 

لكن كيف استطاع الإسلام المحافظة على معنويات الجيش والمجتمع حتى بعد المعركة؟

هذا ما سنتناوله في الجزاء الرابع من هذه السلسلة.

في أمان الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد