شاهدت هذه الصور وحاولت ان اتخيل ثواني من المشهد ولكن هذه الثواني كانت طويلة جداً ، فشاهدتك تخرجين من منزلك لتعبئة الماء مُمسكة بتلك الدبة الصفراء الكبيرة بيديك وتلاعبينها بقدميكِ ، تُتمتمين بشفتيك قائلة : هل ياترى سأجد من يساعدني ويحمل دبة الماء الممتلئة عند عودتي ؟؟
لقد كان عدو السعادة يُراقبك منذ البداية وهذه المرة قرر ان يُساعدك بطريقته ،
اخذ نفس عميق من تلك السيجارة الرخيصة
امسك قناصته الطويله بقوة واسندها الى كتفه ،
الصق عينه الخبيثة في المنظار نفخ نفخةً قذرة اخرجت كل ما في صدره من قُبح وتمتم لبندقيته قائلاً : دبة الماء ستكون ثقيلة جداً على هذه الطفلة ولابد من مساعدتها يا قناصتي ......
انطلقت الرصاصة ولسان حالها يقول سامحيني ياصغيرتي فمن اطلقني لا يريد مشاهدة أي مناظر للسعادة حاولت الرصاصة الانحراف عن المسار ولكنها لم تستطيع ولا مست رويدا اللتي أُصيبت وارتمت وسط الشارع وافلتت دبة الماء من يدها وظلت تصرخ وتبكي وعدو السعادة يراقبها مبتهجاً فقد نجح في مساعدتها وكذلك نجح في محو تلك السعادة اللتي رسمتها #رويدا_تعز رغم المعاناة ،
وبعد لحظات :
عادت تلك النظرة الخبيثة لعدو السعادة من جديد حينما شاهد ذلك الشبل يُسرع الى عند رويدا ويسحبها كي ينقذها متحدياً كل المخاطر ،
ارتعب عدو السعادة وارتجفت يداه وفقد تركيزه واصابه الشلل من شجاعة ذلك الشبل الذي انتفض كالأسد ونجح في انقاذ تلك الطفلة ورسم بدمائها خطاً طويلاً على الأزفلت ليكون شاهداً على الجريمة يوم تجمتع الخصوم ،،
- رويدا تصارع الموت جراء اصابتها اسأل الله ان يشفيها شفاء عاجلاً غير آجل وينتقم لها ممن اصابها ،
- وعدو السعادة مذهول من شجاعة وقوة قلب ذلك الشبل البطل ويقول ماذا ان كان المسؤولين وتجار الحروب بشجاعة هذا الولد ويتفقون على انهاء هذه الحرب !!
- ونحن سنتفرغ لتبادل الاتهامات واللعنات وسننتظر صور جديدة لأطفال وابرياء جدد يسقطون ضحايا لنتباكى عليهم وننسى من قبلهم ،
وهكذا الحرب مازالت مستمرة ولا تحصد غير أرواح الأبرياء .