سنتحدث في هذا المقال عن نموذجين لمليشيات متحررة من كل القيود والأنظمة ونموذج يلتزم بنظام وقانون ولوائح الدولة.
النموذج الأول ميليشيات الحوثي المسيطرة على صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية :
فبمجرد اقتحامها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م باشرت بتعطيل الدستور والغت القوانين واوقفت العمل بالأنظمة واللوائح والإجراءات التي كانت تنظم عمل الدولة سابقاً واستبدلت مل ذلك بقانونها الخاص!
فمنذ اليوم الأول من سيطرتهم على العاصمة صنعاء اقدموا على نهب الاحتياطي النقدي للدولة المودع في خزائن البنك المركزي (مليارات من الدولارات والعملات الصعبة الأخرى وعشرات الترليونات من العملة المحلية).
استولوا على مرتبات القطاع العام والمختلط ونهبوا صندوق المعاشات والتقاعد.
مارسوا على الناس سياسة العصا الغليظة القوة والبطش وسفك الدماء وهتك الأعراض واذاقوهم صنوف العذاب والذل والمهانة لبث الرعب في أوساطهم ليتمكنوا بعد ذلك من سلب أموالهم والاستيلاء على ممتلكاتهم.
ضيقوا على العامة ارزاقهم وضاعفوا أسعار السلع الأساسية مما مكنهم من أحكام السيطرة عليهم.
أما القطاع الخاص مثل البنوك والمؤسسات المالية والشركات ورجال الأعمال فقد فرض الحوثي عليهم اتاوات ومكوس تفوق الوصف بل فرضوا عليهم الشراكة حماية لهم منهم.!
لم يسلم منهم الأطباء والمهندسين وأصحاب المهن والحرف والمزارعين ومحلات البقالة وأصحاب البسطات الصغيرة الجميع فرض عليهم اتاوات اثقلت كاهلهم وكل ذلك باسم المجهود الحربي.
الخلاصة انهم استخدموا الشعب اليمني بجميع شرائحه العاملة وغير العاملة لتمويل حربهم ضد الدولة والجمهورية.
في عدن:
لا يقل المشهد إثارة عما حدث ويحدث في صنعاء فالمليشيات ديدنها واحد فالمجلس الإنتقالي الذي انقلب على الدولة في عدن صورة طبق الأصل لمليشيات الحوثي التي انقلبت على الدولة في صنعاء.
في مأرب عاصمة إقليم سبأ :
تعتَبر مأرب رأس الحربة في مواجهة المشروع الحوثي ارل قرار اتخذته الإلتزام بدستور وقانون وأنظمة الجمهورية اليمنية والعمل بها.
كما انها فتحت أبوابها لملايين المشردين والنازحين واحتضنت أسر الشهداء والجرحى.
كما أن الجيش الوطني الذي يخوض معارك ضارية على تخوم الإقليم! يتمركز فيها.
اقليم سبأ في حالة حرب منذ ست سنوات ومع أن المعارك الدائرة فيه أشد المعارك سخونة على مستوى جبهات الجمهورية الا أن السلطة المحلية في مأرب لازالت متمسكة بالإجراءات الإدارية والمالية السائدة أيام السلم..
كل الإيرادات المالية الخاصة بالمحافظة تورد إلى البنك المركزي فرع مأرب وتقيد في حساب خاص بالحكومة اليمنية ولا تحصل السلطة المحلية الا على العائد المقرر لها حسب القانون الذي لا يكفي أجور للموظفين واذا فاض منه شيئ يصرف على الخدمات والتحسين.
لا يحض الجيش الوطني باي دعم من السلطة المحلية في مأرب وليس للجبهات نصيب من عوائد المحافظة وكأن الحرب في دولة مجاورة وليست على عتبات أقليم سبأ .
الحقيقة أن رئيس إقليم سبأ الشيخ سلطان العرادة يأمل من تصرفه هذا جعل مأرب نموذج لدولة النظام والقانون ونموذج لحفظ المال لعام يحتذي به البقية !
حضرة المحافظ نِعْمْ السياسة لو كانت البلاد في زمن السلم!
في حالة الحرب تتغير الظروف وتجمد بعض القوانين والأنظمة والإجراءات الإدارية وتنتقل الدول الى خطط بديلة او ما يسمى بخطط الطوارئ .
حضرة المحافظ في زمن الحرب تتغير المعادلات والخطط والإجراءات وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الجيش الوطني الذي يحمي اقليم سبأ والمؤمل عليه بعد الله استعادة الجمهورية اليمنية ومؤسسات الدولة.
سعادة المحافظ من السهل عليك الحصول على ضواء اخضر من رئيس الجمهورية لتوجيه جزأ من إيرادات المحافظة دعما للجيش الوطني.
واذا لم تحصل على الإذن اللازم ففعل الخطط البديلة فحالة الطوارئ والحرب المحيطة بالاقليم تعطيك الحق الكامل إستخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن المحافظة واليمن طوله وعرضه.
فلا تتردد.