قرأت مقال الدكتور أحمد عبيد بن دغر كما قرأه الكثير غيري.
الحقيقة أنني تفاجئت من كم الإحباط واليأس الذي القى به الدكتور ابن دغر في مقاله فكل من يقرأه خاصة وصاحب المقال يحظى بمقدار من الثقة لدى المجتمع اليمني لا شك أنه سيصاب باليأس والإحباط.
المقال يوجه دعوة صريحة للشرعية اليمنية للتخلي عن كفاح ست سنوات ونسيان عشرات الآلاف من الشهداء الجرحى والمعاقين والتغاضي عن تدمير مؤسسات الدولة ونهب مقدراتها وإلغاء أي قرارات صدرت من المجتمع الدولي لصالح الشرعية! يدعو لترك كل ذلك خلف ظهرها والعودة إلى نقطة البداية! البحث عن حلول عند عتبات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
من المؤسف اعتبار ست سنوات حرب وألم وبكاء جولة داخل حلبة ولا بأس أن يصفر العداد ونبدأ جولة جديدة خارج الحلبة مع تقديم تنازلات أكثر.
المجتمع الدولي لا يهمه حل مشكلة اليمن ولا تهمه مصلحته ولا ينظر إلى ما يحدث من حروب ومأسي في بلادنا والبلدان العربية المشابهة لنا الا كمشروع استثماري طويل الأمد يجني منه أكبر قدر من المصالح.
ست سنوات ونحن على أعتاب الأمم المتحدة وكل يوم يمضي نترحم على اليوم الذي قبله.
سأتحدث في هذا المقال عن جذور المشكلة مع الحوثي وبحلها ستحل كل المشاريع الصغيرة التي نتجت عنه.
خلاف اليمنيين مع الحوثي ليس خلاف سياسي ولا مصلحي ولا تنافس قوى بل خلاف هوية وتاريخ ووجود خلاف دين وعقيدة خلاف مبنى على السلالية والعنصرية والأدهى من ذلك أنهم جزأ من مشروع إقليمي تنفذه دول وقوى تحمل نفس الفكر والهوية تنفخ فيه الروح وتمده بكل أسباب القوة عسكرياً وسياسياً.
كيف لجماعة ترى أن الله فضلها نسباً على بقية اليمنيين وأعطاها الحق الكامل في الحكم والتصرف بحياة الناس وأموالهم وشؤونهم ويطبقون سياسة إذا لم تكن معي فأنت ضدي! في ظل هكذا فكر ومنهج لا يمكن بأي حال من الأحوال التقارب أو العيش بسلام معهم.
منذ ست سنوات سيطر الحوثي على بعض المحافظات اليمنية أول ما بدأ به تجريف الهوية اليمنية وتغيير قناعات اليمنيين، استخدم الخطاب الديني المحرف لفرضه على المجتمع بالقوة، تعمل آلته الإعلامية ليل نهار من أجل بناء جيل جديد يحمل ثقافتهم ويخضع لقانونهم ويمسي ويصبح عبداً لهم.
قضية الحوثي لاتنتهي بحل سياسي مطلقاً! ،الحوثي ورم خبيث داخل الجسد اليمني ولابد من ازالته نهائيا وإذا لم فالمأسي والموت والجوع والفقر والألم الذي ذكره د بن دغر في مقاله سيبقى وسيزداد ومع الأيام سيتضاعف، إيران مصدر البلاء هل يوجد فيها سلم إجتماعي او تعايش او حتى حياة كريمة لأي مواطن لا ينتمي للطائفة السلالية العنصريية المسيطرة على الحكم والمتحكمة برقاب الناس.
العراق سوريا لبنان كلها صور واضحة للمشروع الوارد من إيران ولن تكون اليمن بمعزل عنهم.
ضعف الشرعية وعجزها في إدارة الملف السياسي والعسكري لا يمكن أن يكون سببا لتسرب اليأس إلى قلوبنا وقريباً سيأتي اليوم الذي تتنبه الشرعية للخطر المحدق بها وتصحو!
المهم من ذلك الثبات على المبدأ وبدلاً من حزم حقائبنا نحو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي علينا جميعاً أن نحزم حقائبنا و نولي وجهتنا نحو الجبهات ودعم الجيش الوطني فهو الطريق الاقصر لأنها الإنقلاب وعودة السيادة على كامل التراب اليمني.
